لقطات
1
تنبهنا عقب رحيل مُبْدِعين من مثقفينا السوريين الذين أجادوا الترجمة وقدموا للمكتبة العربية عشرات الكتب المهمة، وهما الراحلان «رفعت عطفة» ابن مدينة مصياف، و«د. نزار عيون السود» ابن مدينة حمص، إلى أن الفضل الأساس فيما أنجزاه من ترجمات من الأدبين المكتوبين باللغة الإسبانية واللغة الروسية، كان للمنحة الدراسية التي قدمتها لهما وزارة التربية، عطفة أُوفد إلى إسبانيا، وعيون السود أُوفد إلى موسكو، ما يعني أنهما من جيلٍ استحق المنحة وأنجزا بأعمالهما الأدبية التي ستورّث للأجيال القادمة أضعاف القيمة المادية للمنحة، التي لم تذهب هدراً، وهما وغيرهما بالتأكيد ليسوا ككثيرين من أبناء أجيال تالية ذهبوا منذ سنوات ما قبل الحرب، في منحٍ باختصاصات عدة، ثم هربوا من رد الجميل بحجة أنهم ردّوا أضعاف القيمة المادية نقداً، فظلّوا في بلاد الإيفاد، ولم يستفد البلد منهم، وحرموا الفرصة لمن كان يستحقها.
2
وحدهم الشعراء مازالوا يتباهون بأنفسهم بشكل متعالٍ وكأن الذين يبدعون في مجالات أدبية أخرى أقلُّ أهمية منهم، رغم أن جزءاً لا بأس منهم لا علاقة له بالإبداع، فوحدهم من يدقق على الأسماء التي ستشارك معهم في الأمسية التي يُدعون إليها، أو المهرجان الذي سيشاركون في فعالياته، سواء كانت الأماسي داخل القطر أو خارجه، يسألون بتعالٍ، لا من باب الفضول والمعرفة، رغم أن أغلبهم يقبل المشاركة من دون أي تعفف يفترضه سؤالهم، وهذا ما لا نلمسه لدى كتّاب القصة والرواية الذين يتمتع أغلبيتهم بتواضع أكثر إلى حد ما !
3
إن تناولت الدراما التلفزيونية شخصية تاريخية، نخاف، وإن تناولت شريحة اجتماعية محددة، نخاف، وإن تناولت تقاليد اجتماعية، نخاف.. وفي حياتنا اليومية إن ضحكنا أكثر مما نتوقع، نخاف.. وإن مات مبدع ما، له قامة إبداعية متميزة، نخاف، وإن….وإن…، رغم أن الكثير مما أُنتج من أعمال درامية لم تعط نتائج سلبية، كما توهمنا قبل أن تُعرض، فهل يجوز أن نخاف من حدث قبل أن يقع، أو من مسلسل قبل أن يُعرض، وقبل أن يبدأ تصويره أحياناً؟! نخاف رغم أننا لا نزال نردد المقولة الإيجابية التي ورّثنا إياها المسرحي الراحل سعد الله ونوس « نحن محكومون بالأمل» فالخوف والأمل لا يجتمعان، مهما اشتدّ الأول وضَعُفَ الثاني.