«العاصفة الأخيرة» مجموعةٌ قصصيّة للكاتبة ناديا علي موجّهة للطفولة والناشئة
تشرين- ثناء عليان:
صدرت مؤخراً ضمن خطة المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب في سورية لدعم المواهب الشابة، ولتفعيل حضورها على الساحة الأدبية السورية، مجموعة قصصية للأطفال بعنوان (العاصفة الأخيرة) للأديبة ناديا أحمد علي، وهي باكورة إبداعها في مجال أدب الأطفال، إذ صدر لها منذ عامين كتاب بحثي اجتماعي وتربوي مهمّ بعنوان (الإنذار المبكر قبل الزواج) عن دار الكتاب العربي في مصر، وسبق للأديبة علي أن فازت بجائزة (محمود تيمور) في مجال الإبداع المسرحي في مصر.
تتضمن (العاصفة الأخيرة) باقة من القصص ذات الإيقاع الفني والسردي المتنوع، وتنتمي النصوص إلى أكثر من مدرسة أدبية وتصنيف فني، بعض القصص موجهة للطفولة المتوسطة، وبعضها الآخر يخاطب الناشئة وأدب الفتيان، وقد أفردت جزءاً من القصص لمحاكاة منهج القصَّاص الأقدمين، محاكاةً لغوية وأسلوبية، مع الاحتفاظ بالفكرة العامة المعاصرة، والحرص على ملاءمتها لتفكير القارئ المعاصر.
أما النمط القصصي فتميز بأناقة اللغة، وبقوة الإيحاء والتخييل، كما بدا واضحاً حرص القاصة على مخاطبة الطفل خطاباً عصرياً بعيداً عن الإرشاد والوعظ، فيه ما فيه من احترام للشخصية المستقلة للقارئ الصغير، وإبداء الثقة برأيه وبنمط تفكيره، وإيلاء الاهتمام ــ ما أمكن ــ برفع مستوى قدرته على التذوق وإصدار الحكم على العمل الأدبي.
وبرزت في قصص المجموعة ولاسيما: (حكايا أيام زمان) روح الأصالة في انتقاء الألفاظ التي تُبرز جمال لغتنا العربية، وتُسهم في إغناء مخزون الطفل الثقافي والمعرفي بهذه اللغة المتنوعة الثرية، وفي قصص أخرى مثل: «”منشار أبي خالد، والحال من بعضه..» كما برزت روح الفكاهة والسخرية بالقدْر الذي يسمح به جوهر الخطاب الموجه للقارئ الصغير، ويسهم في رفع قدرته على النقد البناء، وتفعيل دور الطفل الريادي في بناء المجتمع الحديث، والتأثير فيه. وفي تصريح لـ «تشرين»، عبَّرت القاصة ناديا علي عن شكرها وامتنانها لاتحاد الكتّاب العرب، ولرئيس الاتحاد بشكل خاص الدكتور محمد حوراني على حرصه الكبير على استقطاب الأقلام الشابة الواعدة والجادة، وإنشاء روابط متينة بين الأدباء الشباب وهيئات الاتحاد الفرعية، وذلك بإنشاء منتديات للأدب الشبابي في كل فرع من فروع الاتحاد، ومنح المنتسبين إلى هذه الهيئات بطاقة خاصة تعزز الرابطة الوثيقة بين المؤسسة الأدبية والكاتب الصاعد.