حرفيو حلب يطالبون بجرعات دعم لتأهيل المدن الحرفية.. وتشميلهم بالقروض قاب قوسين ..!
تشرين- رحاب الإبراهيم:
رغم أهميته الاقتصادية يعتبر القطاع الحرفي في مدينة حلب مظلوم نسبياً قياساً بغيره من القطاعات، التي تنال نصيباً جيداً من الدعم والاهتمام، حيث لايزال يعاني صعوبات كثيرة بعد إرخاء سنوات الحرب القاسية ظلها الثقيل على حرفيي العاصمة الاقتصادية، وخاصة بعد تعرض المدن الحرفية إلى تدمير ممنهج، ومع ذاك بدأ يظهر بصيص أمل بتحسين واقعه عبر المساهمة بإعادة تأهيل بنى هذه المدن التحتية والتوجه نحو تشميل الحرفيين بالقروض الإنتاجية بعد ما كانت “محرمة” عليهم.
عودة جيدة
“تشرين” التقت رئيس اتحاد الحرفيين بحلب محمد حسام الحلاق، الذي أكد معاناة القطاع الحرفي كغيره من القطاعات من مشاكل عديدة أبرزها تأمين المحروقات من الغاز والمازوت اللازمين لتشغيل المحال والورش الحرفية، مشيراً إلى توفير هذه المواد الضرورية لعمل الحرفيين بالتعاون مع محافظة حلب ضمن الإمكانات المتاحة والكميات الموردة إلى مدينة حلب، مبيناً أن توزيع المازوت والغاز للحرفيين يكون عبر البطاقة الذكية حسب مخصصات تحددها لجنة المحروقات في محافظة حلب، بحيث لا يحصل توزيع مباشر للحرفيين، الذين ينالون الشهادة الحرفية بكل امتيازاتها، بالتالي النقص بتوزيع هاتين المادتين سببه نقص التوريدات وليس مشكلة باتحاد الحرفيين أو الشهادة الحرفية.
ولفت الحلاق إلى أنه رغم هذا الواقع الصعب لكن هناك عودة جيدة للحرفيين من كل الجمعيات الحرفية، التي يبلغ عددها 37 جمعية تشمل كل المهن، إذ بلغ عدد الحرفيين المنتسبين إلى اتحاد الحرفيين بحلب 16500 موزعين في جميع أنحاء حلب من أصل 23 ألف حرفي.
حاجة إلى الدعم
وعند سؤاله عن واقع المدن الحرفية وخاصة مدينة جبرين لصيانة السيارات وإكسسواراتها، التي ستكون أول مدينة حرفية في سورية مختصة بهذه المهنة لاسيما أنها تحظى بدعم كبير بغية الإسراع باستكمال بنائها بأسرع وقت، أشار الحلاق إلى إنجاز نسبة كبيرة في المشروعين الأول والثالث، في حين يحتاج المشروعان الثاني والرابع إلى دعم وعمل كبيرين وخاصة فيما يتعلق بإعادة تأهيل البنية التحتية، التي تتطلب قرابة 5 مليارات ليرة من أجل تجهيزها، لافتاً إلى أن المشروع الأول والبالغ عدد صالاته 410 صالات، قد جهزت بنيته التحتية بشكل كامل، باستثناء بعض المستلزمات الأساسية للكهرباء والماء، مبيناً منح وزارة الإدارة المحلية هذا المشروع منحة مالية بقيمة مليار و464 مليون ليرة لاستكمال أعمال بنائه، كما جهز في المشروع الثالث 400 صالة من أصل 1200، مشدداً على ضرورة تقديم الدعم الكافي للإسراع في تجهيز مدينة جبرين ووضعها في الخدمة بأقرب وقت.
ولفت الحلاق إلى مطالبة حرفيي مهنة صيانة السيارات في أحياء الميدان والسليمانية إلى الانتقال إلى مدينة جبرين الحرفية بغية تخفيف التلوث كون ورش تصليح السيارات تقع في مناطق مكتظة بالسكان، مشدداً على إلزامية انتقال كل الورش في مدينة حلب إلى مدينة جبرين المختصة بصيانة السيارات.
أموال ضخمة
وفيما يخص مدينة الليرمون الحرفية القريبة من الليرمون الصناعية، التي أعلنت منذ فترة كمنطقة تنموية، بيّن الحلاق أنها تضم 5200 صالة لمهن مختلفة ” التريكو والخياطة والتطريز والألمنيوم والنجارة والأثاث المعدني”، حيث بدأ الحرفيون بإعادة تأهيل المقاسم المخصصة لهم، لكن الإشكالية أن هذه المدينة المهة التي كانت تعرف بدبي الثانية تعرضت إلى دمار كبير، حيث تحتاج إلى أموال ضخمة لإعادة تأهيل البنية التحتية علماً أن اتحاد الحرفيين بحلب باشر بالتعاون مع محافظة حلب ومجلس المدينة بترحيل الأنقاض والأتربة، إضافة إلى إزالة الألغام من قبل وحدات الهندسة المختصة، متمنياً تشميل المدينة الحرفية بالليرمون بمزايا بالمنطقة التنموية لليرمون الصناعية.
ولفت رئيس اتحاد الحرفيين بحلب إلى المباشرة بتأهيل البنية التحتية في المنطقة الحرفية بالحيدرية المختصة بحرفيي البلوك والإسمنت، والتي تضم 650 حرفياً حالياً مع أن العدد كان يفوق ذلك بكثير قبل الحرب، مشيراُ إلى تخصيص المنطقة بخمس محولات كهربائية لكن تجهيزات تركيبها غير متوافرة حالياً، حيث يعتمد على العمل الشعبي للمساهمة في إعادة إصلاحها.
ولفت الحلاق إلى موافقة إدارة المدينة الصناعية بالشيخ نجار على منح اتحاد الحرفيين بحلب قطعة أرض لحرفيي الحدادة، إضافة إلى إمكانية منح قطعة أرض ثانية أيضاً، مشيراً إلى متابعة واقع المناطق الحرفية في العرقوب والراموسة، وجميع مشاكل الحرفيين في جميع أنحاء مدينة حلب وتأمين مستلزمات العمل والإنتاج ضمن الإمكانات المتاحة.