ضغطاً للنفقات

ورشات عمل كثيرة نظمتها العديد من الجهات العامة على مدى السنوات السابقة وما زالت, كان بعضها يقام في فنادق فخمة وبحضور أعداد كبيرة من المشاركين, ومنها ما تمتد فعالياتها لأيام, و ليس خافياً ما يكلّف ذلك من مبالغ ونفقات كبيرة ومرهقة للجهة المنظمة للفعالية لتنتهي أعمالها بمخرجات وتوصيات, بعضها يطبق والبعض الآخر يؤول إلى الأدراج لحين إقامة ورشات قادمة لتعاد الكرّة من جديد وتتم مناقشة الطروحات والمشكلات نفسها وفي النهاية الوصول إلى التوصيات والحلول نفسها أو ربما مع تغييرات وتعديلات بسيطة عليها حسب المستجدات والظروف الراهنة .

لا يمكن نكران أهمية عقد هذه الورشات لكونها فرصة لتبادل الخبرات والطروحات و الرؤى بين المختصين والوصول إلى مخرجات مهمة ومعرفة الاستراتيجيات التي يجب أن تطبّق, لكن في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلد وضرورة فرض حالة التقشف قدر المستطاع وضغط النفقات يمكن القول: إن تكرار الورشات حالياً بالآلية والأسلوب نفسه وحجز الفنادق أو الأماكن التي تكلّف مبالغ كبيرة سوف يشكّل عبئاً وتكاليف من الأجدى استثمارها في مطارح أكثر حاجة وضرورة, لذلك فإن تطبيقها على أرض الواقع أجدى وأقل تكلفة , فعلى سبيل المثال إذا كان الموضوع يتعلق بالزراعة فليكن بديل الورشة إقامة يوم حقلي تدريبي عملي وإن كانت تتعلق بالصناعة فليكن مكانها في المعامل, أو تتعلق بقطاعات أخرى فليجعلها المعنيون في المكان الذي تتمحور حوله ورشة العمل كالمدارس والمشافي أو غير ذلك من المؤسسات .

عندها يمكن تحقيق فائدة أشمل وأعم ونكون قد ضمنّا ترجمة الدراسات إلى عمل فعلي ميداني يحقق المرجوّ بعيداً عن أماكن ذات نجوم خمس لإقامة فعالياتنا .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار