“فقاعات الفضاء” محاولة لحماية الأرض من الاحتباس الحراري 

تشرين:

في محاولة لمعالجة مشكلة الاحتباس الحراري، يبحث العلماء فكرة تخفيف نسبة ضوء الشمس المنبعث إلى كوكب الأرض، وقد تكون فكرة “فقاعات الفضاء” حلاً لا بأس به ولكنّها لن تُغني عن معالجة المشكلات الأساسية التي تُفاقم هذا الاحتباس !

في السياق، اقترح فريق من العلماء في معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا حلاً جذرياً جديداً لحماية الأرض من انبعاثات الشمس هو تكوين ” فقاعات في الفضاء” ، حسبما قال موقع “ساينس أليرت” الأمريكي المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا.

ويقول العلماء في المعهد : إن نظام المناخ لدينا معقد وديناميكي لدرجة أنّ إدخال عوامل اصطناعية في الغلاف الجوي نفسه لا يمكن عكسه، ولهذا السبب فكرنا في الفضاء، والفكرة هي تطوير مجموعة من الأغشية الرقيقة الشبيهة بالفقاعات.

وأضاف العلماء: ستعكس هذه الأغشية أو تمتص جزءاً بسيطاً من ضوء الشمس الذي يصل إلى الأرض عن طريق حجبه حرفياً، ويجادل الفريق بأنّه إذا تم تقليل كمية ضوء الشمس التي تصل إلى الأرض بنسبة 1.5% فقط، فيمكننا القضاء تماماً على تأثيرات كل غازات الاحتباس الحراري.

وأوضح الفريق، أن التفكير بهذا الحل يعتمد على مجالين من مجالات الاهتمام: أحدهما هو أننا نحاول قدر المستطاع تقليل أو حتى القضاء على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تنتقل إلى المستقبل، فإنّ الضرر الذي أحدثه البشر منذ أكثر من قرن حدد مسار مناخ الأرض في اتجاه سيئ، لافتين إلى أنه قد يكون الأمر سيئاً جداً لدرجة أنّه حتى لو توقفنا تماماً عن جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري غداً، فلا يزال يتعين علينا التعايش مع الآثار الشديدة لتغير المناخ لعقود وحتى قرون قادمة.

والمجال الثاني لمعالجة المشكلة هو عزل الكربون أو إزالته، أو بطريقة ما الحد من كمية ضوء الشمس التي تصل إلى سطح الأرض، على سبيل المثال عن طريق إطلاق الهباء الجوي في الغلاف الجوي.

ولكن، ما زال على الفريق العلمي أن يوضح بالضبط ما الذي ستنتج منه هذه الفقاعات وكيف سيتم إرسالها إلى الموقع المستهدف، والذي يقع بالقرب من أول نقطة “لاغرانج” في نظام الأرض والشمس، كما أنه سيتطلب حجب نسبة مئوية من ناتج الشمس بعرض آلاف الأميال، ما يجعله أكبر هيكل وضعناه في الفضاء على الإطلاق، لذلك هناك قدر ضئيل من التحدي الهندسي لجعل هذا الشيء يعمل.