فرقة المهرة تبهر جمهورها بـ(خوابينا)
هادي عمران:
مجدداً أبهرتنا فرقة المهرة للرقص المسرحي بقيادة الفنان ماهر حمامي بمزيجٍ من اللوحات الاستعراضية الفلكلورية والتراثية والوطنية، والتي حملت عنوان (خوابينا)، إذ جسدت من خلالها معاني بطولة رجال الجيش العربي السوري الذين ضحوا بدمائهم فداء لتراب الوطن، إضافة للوحات استعادت الفتوحات الأندلسية التي انتصر فيها العرب، وذلك بلوحات فنية ساحرة خاطبت من خلالها شغاف القلوب، وأمتعت الحضور الذي أتى بكثافة لمتابعة العرض الذي أقيم على خشبة مسرح مجمع دمر الثقافي بدمشق بالمشاركة الصوتية للفنانين جمال العلي ومحمد خير الجراح، حيث أضفت على تجربتهما الأولى والمتميزة مع فرقة المهرة مزيجاً من القوة والتفرد والجمال التي أخرج مشاهدها هادي حمامي.
وحسب رؤية الحمامي، فقد بدأ العرض الذي انقسم لجزأين بافتتاحية راقصة تُحاكي معركة انتصار العرب في الأندلس على أنغام وترنيمات تمازجت مع رقص السماح السوري الأصل، وقد صبغت معالم اللوحة بعبق الماضي وسحره، وكانت ثمة لوحة أخرى تحدثت عن “أبو خليل القباني”، وأخرى حملت عنوان (يا عاشقين) ولوحة أخرى مزجت أبواب الشام السبعة والكواكب، ولوحة راقصة عن الشام وصمودها في وجه كل المحن؛ حملت عنوان (كف النسيم)، ويحكي من خلالها الممثلون عن صمود الجيش والشعب في وجه كل الغزوات، ولوحة أخيرة راقصة (الله الله يا مفرج المصايب).. كما جسّد القسم الأول من العرض لوحات عبّرت عن الحب للأرض والوطن والحبيبة، وعن تضحيات شباب الوطن وشباب الجيش السوري بحوار غنائي.. أما القسم الثاني فجسد لوحات تراثية بطريقة العراضة الشامية تخللتها رقصات خاصة من المحافظات السورية.
وفي حديثه لـ “تشرين” أشار ماهر حمامي مدرب الفرقة إلى أن اسم العرض (خوابينا) مستوحى من الخوابي التي تختزن المياه ويرتوي منها العطاش، كناية عن العطاء والكرم اللذين تتميز بهما سورية الأبية، و لفت إلى أن العرض يتميز بحوارية غنائية شبيهة بالمسرح الرحباني، وهذا ما ميّز العرض عن بقية العروض، مشيراً إلى أن الفكرة استغرقت وقتاً طويلاً لحين البدء بتنفيذها والتدريب على هذا النوع من العروض، مُبيناً أن فرقة المهرة للمسرح الراقص أسست سنة 1991 وتقدم لوحات من الفلكلور السوري، ويبلغ عدد عناصرها (25) راقصاً وراقصة تتراوح أعمارهم بين (18 و30) سنة.. وعن بداية (المهرة) أشار حمامي إلى أنها كانت ببرنامج (بساط الريح)، واشتهرت الفرقة بأغنية (يا وليف الزين يا أسمراني)، لافتاً إلى مشاركات الفرقة على الصعيد الدولي قائلاً : شاركنا في كل المهرجانات في سورية والعديد من المسلسلات، ومثّلنا سورية باسم وزارتي الثقافة و السياحة في أكثر من بلد.
أما لوحات (خوابينا) الاستعراضية؛ فشارك فيها الممثلان أحمد حمامي وساندي إسحاق، والغناء صدح بصوت الفنانين عاصم سكر وأحلام وطلال أبو حشيش، وكورال سورية والألحان لمحمد هباش وكانت اللوحات التشكيلية للفنانة حلا رستم.