نحن نعيش ضمن ظروف معيشية استثنائية في كل الاتجاهات والمقاييس, تأثيراتها على المواطن أصبحت بكل مفردات حياته اليومية, وهذه تحتاج بدورها معالجة فورية لا تحتمل الانتظار أكثر , وهذه المعالجة- يجمع خبراء الاقتصاد والاجتماع وأهل السلطة والقرار- لن تتم إلّا بزيادة الإنتاج وعلى كل الجبهات الاقتصادية, وما يتبعها من مستلزمات خدمية وغيرها, ونحن أول المتفقين عليه..
وبالتالي ما يحقق الحل لهذه الإشكالية هو «الانتاج » والتركيز هنا على المنتج الصناعي الذي فقد بريقه في ظل تراجع أهم مقوماته , والذي يكمن في مكون الطاقة, على اختلافها وتنوعها وذلك بسبب تداعيات الحرب الكونية على بلدنا وما رافقتها من عقوبات اقتصادية ظالمة طالت كل شيء , حتى رغيف الخبز لم يسلم منها, فكيف بحال المنتج الذي تبنى عليه كلُّ حالات الانتعاش الاقتصادية والاجتماعية وغيرها..!؟
لكن المنتج الصناعي يحمل الكثير من التعويل عليه في عملية الانتعاش الاقتصادي, على اعتباره التركيبة الأقوى التي تحقق العائد الاقتصادي الكبير, والزيادة الواضحة في الناتج الإجمالي المحلي , هنا تجتمع كل الحسابات لتسقط أمام ما يقدم له اليوم من محفزات للتطوير واستثمارها بصورة تلبي احتياجاته, والتي باتت تحمل من الصعوبة البالغة في تأمينها نتيجة فقدان المادة الأولية ومتطلباتها من جهة, والبيئة التي يعمل فيها من جهة أخرى وما تعانيه هذه من مشكلات نقص الخبرات والكوادر وهروبها الممنهج من ساحات العمل , ناهيك بنقص الإمكانات المادية, وأخطرها تدني أجور اليد العاملة التي لم تعد تتناسب مع هول متطلبات المعيشة, وصولاً الى قرارات الإرباك التي تحكم العملية الإنتاجية والهروب من تحمل المسؤولية , وغير ذلك كثير يفقد فيها منتجنا الصناعي بريقه وخاصة في هذه الأيام .. !
ونحن نعيش هذا الواقع سواء دولة أم أفراداً , ويتحسس الجميع خطورة ذلك, ما يدفعنا للتفكير بحلول تضمن مزايا ومحفزات لتطوير هذا الجانب الهام من اقتصادنا الوطني, نبدأ خطواتها الأولى بالعامل (المنتج) وهو أساس أيِّ حلٍّ , والأرضية الثابتة التي يبنى عليها منتج جيد يحمل كل مقومات البقاء والمنافسة, وهذا لن يتحقق مادام العامل المنتج وخاصة في القطاع العام , يتقاضى أجراً لا يغطي خمسة في المئة من معيشته اليومية, ومتروكاً للتفكير طوال 24 ساعة بكيفية تأمين البقية, إّما بأعمال أخرى, أو بأساليب ملتوية ..!
وتالياً حتى نحصل على منتج صناعي علينا معالجة العمالة وحلّ مشكلاتها قبل أي مشكلات أخرى لأنها أمُّ المشكلات وما يتبعها تحصيل حاصل..!
Issa.samy68@gmail.com