احتفظت بمكاسبها المرتفعة على حساب المستهلك..فواكه الصيف “المدللة” تعاند التصريحات
عمار الصبح;
مع بداية إنتاجها وبدء طرحها في الأسواق سجلت فواكه الصيف أسعاراً مرتفعة تزامناً مع محدودة الكميات المنتجة منها، آنذاك تنبأ أحد المعنيين بقطاع التصدير بانخفاض أسعار هذه الفاكهة في الأسواق مع ارتفاع العرض، لكن ما حدث أن الأسعار لم تنخفض سوى بنسب بسيطة برغم وصول الإنتاج إلى ذروته، ليعود المسؤول نفسه ويعزو سبب ارتفاع أسعار الفواكه إلى الإنتاج القليل والتصدير، وليبشر أيضاً أننا بحاجة لأربع أو خمس سنوات لعودة الأراضي الزراعية لما سبق!.
ومع وصول الإنتاج إلى ذروته تبدو معادلة العرض والطلب قائمة وفاعلة في أسواق الفواكه هذا العام، فالمشمش وأخواته كالدراق والخوخ والكرز لا تزال تشهد ارتفاعاً في أسعارها، ما حيّد فواكه الصيف عن سلة المستهلك، وجعلها – اي الفاكهة- خارج القدرة الشرائية لكثير من الأسر التي قد يمر الصيف وينتهي الموسم من دون أن يفكر أحدها بمجرد شراء ولو كيلو واحد منها.
وفي جولة لـ”تشرين” في سوق الخضار في مدينة “الصنمين” سجلت أسعار الفواكه ارتفاعات ملحوظة فقد تراوح سعر كيلو الدراق بين 6000 و9000 ليرة ومثلة للكرز، فيما تراوح سعر كيلو المشمش بين 4000 و7000 ليرة، والخوخ بين 5000 و7000 ليرة، والبطيخ 1500 ليرة، والأناناس 2000 ليرة.
ولعل اللافت في الأمر والذي سجلته “تشرين” أثناء التجول هو قلة المعروض من هذه الفاكهة باستثناء بعض الباعة والمحلات التي اكتفت بكميات قليلة خوفاً من عدم بيعها وتالياً كسادها خصوصاً وأن أغلب أصناف هذه الفاكهة قابلة للكساد.
احد التجار في السوق أوضح ان الكميات الواردة من الفواكه لا تزال خجولة وبالتالي ثمة ضعف في العرض، وبسبب الأسعار التي لا تزال مرتفعة، يحجم كثير من باعة المفرق عن تسويق كميات كبيرة من الفواكه من سوق الجملة، بعد تعرض البعض منهم للخسارة نتيجة كساد بضاعتهم التي باعها البعض بنصف ثمنها، لافتاً إلى أغلب الموجود من الفواكه في الأسواق ليست من إنتاج المحافظة لذلك تلعب أجور النقل دوراً رئيساً في ارتفاع الأسعار هذا الموسم، من دون أن يخفي – أي التاجر- عامل التصدير والذي يقلص من حصة الأسواق الداخلية من الفواكه ويؤدي إلى انخفاض الكميات الواردة إليها وبالتالي ارتفاع أسعارها.
وبين التاجر أن الأسواق بدأت تشهد خلال الفترة الماضية تدفقاً لكميات جيدة من البطيخ والأناناس وهو من إنتاج المحافظة ومن المتوقع أن تشهد أسعار هذه الفاكهة انخفاضاً أكبر مع وصول الإنتاج إلى ذروته ما قد يشكل بديلاً مقبولاً لدى المواطن عن فواكه الصيف كالكرز والمشمش والدراق وغيرها.
تبقى الإشارة إلى أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في درعا تصدر نشرة دورية تحدد فيها أسعار الخضار والفواكه، وحسب مصادر المديرية فإن الأسعار الواردة في النشرة يتم وضعها بعد التواصل مع المنتجين والموردين إلى أسواق الهال وأسواق الجملة وبعد الاطلاع على الفواتير المقدمة من قبلهم حيث يجري إضافة الأرباح لحلقات الوساطة حسب الأنظمة، ولعل اللافت في النشرة، تناغم أسعار الفاكهة الواردة فيها مع هوى الأسواق، وتسجيل فروقات بسيطة
بينها وبين أسعار السوق والتي تشهد أحياناً تسجيل أسعار أخفض من تلك الواردة في نشرات المديرية!.