أبواب التسويق مغلقة.. مخازين العسل السوري تتراكم!
كان أحد مربي النحل يدلل على إنتاجه من العسل, بالتأكيد أنه مستعد لبيعه مجاناً، إذ تبين بالتحليل المخبري أنه يحوي على ذرة من السكر.
يقول الرجل إنه خلال كل هذا الموسم لم يتمكن من بيع كيلو عسل واحد، وإنه إذا سوّق أي كمية من إنتاجه فقد ذهبت كهدايا لمعارفه، وباستثناء ذلك خسر كل زبائنه المعتادين بعدما أصبحوا يعانون من تأمين ثمن الخبز والحاجيات الأساسية، وبالتأكيد العسل ليس ضمن تلك القائمة اليومية.
حال منتجي العسل كغيرهم من المنتجين.. تكاليف مرتفعة وإنتاج بلا زبائن، بعد توقف التصدير من جهة وانعدام القدرة الشرائية في الأسواق الداخلية.
أطنان من العسل
يقول مربي النحل سامر أحمد من الساحل لـ«تشرين» إنه اضطر لبيع نصف خلايا النحل التي يمتلكها، لأنه لم يتمكن من تصريف الإنتاج، وأن من أصل 60 خلية كان يملكها لم يبق عنده سوى 30, وأن أغلبية زملائه في المهنة يمتلكون عسلاً بالأطنان، لكنهم لم يتمكنوا من بيع تلك المخازين رغم بدء الموسم الجديد.
وأكد أحمد أن السعر الذي يفرضه التاجر عند شراء أي كيلو عسل من المنتج لا يغطي التكلفة ولا يتجاوز 10- 13 ألف ليرة، حيث يضطر المنتج للبيع تحت ضغط نقص الطلب، وأكد أنه لكي تكون تربية النحل مجزية يجب ألا يقل سعر الجملة عن 20 ألف ليرة للكيلو، لكن المنتجين يبيعون بخسارة بسبب نقص التسويق.
وذكر أحمد أن تكلفة الخلية وحدها تفوق 300 ألف ليرة قبل البدء بالعمل المكلف في كل مراحله كما كل شيء.
وأكد أحمد أن جميع زملائه الذين نقلوا خلايا النحل إلى أماكن وجود حبة البركة في الغاب هذا الموسم, وتكلفوا مبالغ نقل ومعدات كبيرة, ذهبت جهودهم هدراً بسبب انخفاض الإنتاجية كثيرة لهذا العام من دون أن يحدد أسباب هذه المشكلة.
كانت مغلقة 100%
رئيس فرع سورية لاتحاد النحالين إياد دعبول لم ينف وجود مشكلة في تسويق العسل، وذلك بسبب توقف التصدير نهائياً خلال سنوات الحرب نتيجة الحصار والحدود المغلقة ومشكلات الشحن.
وبيّن أن الكميات التي كانت تصدر إلى دول الخليج ودول الجوار مثل لبنان والعراق تصل إلى نحو 1000 طن.
وأضاف دعبول: إن الإنتاج الحالي من العسل يقدر بنحو 2500 طن، وبيّن أن معرض العسل الذي أقيم قبل أيام ساهم في بيع كميات مقبولة للتصدير تنوعت بين طنين من هنا و3 أطنان من هنالك، ويمكن اعتبارها بمنزلة الخطوات الأولى لعودة التصدير.
وذكر دعبول أن صعوبة التسويق أثرت كثيراً في المنتجين، لأن المنتج عندما يعلم أن إنتاجه تم بيعه وبسعر مجز يصبح لديه طموح بإنتاج الأكثر، ولكن صعوبات التسويق جعلت الإنتاج أقل من المستوى المطلوب، لأن المربي تجنب التوسع في عدد الخلايا.
وأكد دعبول أنهم بدؤوا بموضوع التصدير وأنهم أرسلوا كميات محدودة من العسل إلى الإمارات والعراق.
وقال: إن العسل السوري فقد أسواقه الخارجية التي كان منافساً فيها خلال سنوات الحرب, وبعد الغياب عن تلك الأسواق حل العسل الإيراني والصيني والألماني محل الإنتاج السوري، لكنه أكد أنهم يعودون حالياً للأسواق الخارجية وأن نحو 25 مشاركاً جاؤوا إلى المعرض من دول عربية, الذين اطلعوا على الكميات والنوعية المتوافرة من العسل السوري. وأضاف دعبول: «عززنا الثقة مع الذين كانوا يستوردون العسل السوري مجدداً وحصلت بعض العقود».