عذر أقبح من ذنب
انطلقت أمس الثلاثاء مباريات النسخة الرابعة والعشرين من البطولة العربية للمنتخبات بكرة السلة للرجال التي تستضيفها الإمارات والتي اعتذر منتخبنا عن المشاركة فيها و هذا القرار جاء مفاجئاً خصوصاً أنه جاء قبل ثلاثة أيام فقط من انطلاقتها، ولكن هنا لابدّ من الإشارة إلى أنه مع بداية الحرب الكونية على سورية حُرمت رياضتنا من جميع المشاركات في البطولات العربية وحرمت سلتنا على صعيدي الأندية والمنتخبات، وهنا بدأت المطالبات والعمل لعودة السلة السورية للمشاركة في البطولات العربية لأنها توفر وتحقق الاحتكاك الجيد الذي يسهم في تطور سلتنا وأداء لاعبينا، وبعد الكثير من المطالبات والإلحاح تحقق حلم عودة سلتنا للمشاركة في البطولات العربية بعد جهد كبير أصبح بإمكاننا اللعب عربياً، أي الاحتكاك مع الأندية والمنتخبات العربية جميعها.
ولكن لماذا اعتذرنا عن المشاركة في هذه البطولة العربية، وما الذي حدث اليوم ؟ بعد أن تفاءلنا في المشاركة بالبطولات العربية التي غبنا عنها عشر سنوات قرر اتحاد اللعبة بتوجيهات من الاتحاد الرياضي العام الاعتذار عن المشاركة قبل ساعات من انطلاقتها بعد أن صدرت القرعة وجدول المباريات، ولحسن الحظ من تابع مجموعتنا في البطولة والقرعة التي قدمت لنا أفضل مباريات وتوفر لنا الاحتكاك الجيد بعد غياب فترة طويلة سنحت لنا الفرصة للعب مع منتخبات الجزائر والمغرب ولبنان والصومال، منتخبات جديدة على منتخبنا وأسلوب لعبها جديد، وفرصة كانت لنتعلم ونستفيد من خبرتهم الكثير أضف لذلك أن منتخبنا الوطني لديه مباراتا النافذة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٣ و هذه البطولة أفضل طريقة لإعداد المنتخب من دون النظر لتحقيق النتائج.
ولكن بعد أن فقدنا هذه الفرصة سيعمل اتحاد كرة السلة جاهداً للبحث وإيجاد مباريات ودية قوية تجعل المدرب الإسباني يتعرف إلى إمكانات لاعبينا بشكل جيد.
لذلك نستطيع القول: إن الاعتذار عن المشاركة كان مفاجئاً وله أصداء سلبية حيث عدّ البعض البطولة ودية وستكون خير تحضير للمنتخب لدخول تصفيات كأس العالم، بينما عدّ البعض الآخر أن الانسحاب جاء تجنباً للضغوط في حال وقوع خسارات كبيرة للمنتخب في البطولة، كما عدّ البعض قرار عدم المشاركة مفهوماً إذا كان قد اتخذ من المدرب الإسباني الجديد خواريز لأنه يحتاج شهراً على الأقل حتى يتقبل اللاعبون فلسفته وأفكاره، ومن بعدها يجرب في مباريات تحضيرية.
أما المشاركة في بطولة رسمية من دون أخذ وقفة مع الفريق ففيها شيء من عدم المنطق.
ولكن إذا كان عدم المشاركة سببه الخوف من ردة فعل الشارع الرياضي أو إنها مشروطة بتحقيق نتائج إيجابية فهذا يدل على عدم وجود رؤية أو تخطيط عند أصحاب القرار، وهنا تبقى المشكلة الأساسية بأن المنتخب لم يستقر فنياً ليحقق نتائج جيدة من ناحية الكادر الفني واللاعبين.
وأخيراً كيف ستكون الصورة أمام الاتحاد العربي ونحن نعلن الانسحاب قبل أيام قليلة من انطلاقتها؟.