أحيا الأرواح
أحيّا القرار بتسويق كامل الكميات من حمضيات الساحل التي كادت تحتضر، أرواح وآمال المزارعين بعد أن ظلمتهم الطبيعة مرة والقوانين وتراخي الجهات المعنية بالقطاع الزراعي مرات. نعم، لقد جاء توجيه السيد الرئيس بشار الأسد بتسويق الكميات مهما كانت كخيط نور تسلل إلى أرواحهم، لأنه ببساطة لا يوجد أحد على وجه البسيطة يعرف طعم لقمة الفلاح التي توصف على مرّ العصور بأنها «لقمة مغمّسة بالدم» إلا أبناء الأرض ذاتهم الذين أشبعوا تلك الأرض بعرقهم وعطائهم.
لنعترف بأن ما تناولته وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من صور أوجع كل من شاهدها، فعندما يتحول موسم الأرض إلى علف للحيوانات أو نفايات مرمية على قارعة الطريق.. يعني أنها أوصلت الرسالة بتفاصيلها لمصير جهد وعناء وكدّ، هكذا ذهب بـ«غمضة عين» نتيجة سوء أو فشل سياسات تسويقية، فهو يعني حياة شريحة كبيرة تعتمد بالكامل على ما تنتجه، ذهب أدراج الرياح في الوقت الذي يعاني فيه الأغلبية بمن فيهم الميسورون من صعوبة تأمين كفاف يومهم.
مشكلة تسويق الحمضيات ليست وليدة الساعة وإنما هي قديمة وتاريخية، ففي كل عام تدوّر مشكلات هذا القطاع إلى العام الذي يليه! ناهيك بمشكلة تزامن ضخ كميات كبيرة من الموز وبأسعار مخفضة مما قد ينافس موسم الحمضيات !.. هذه المتلازمة السنوية .. ناهيك بوعود إنشاء معمل العصائر الذي تم وضع حجر الأساس له وما زال على قيد الأمل بالتنفيذ!.
أمام كل تلك المعطيات التي تحمل في مضمونها ما تحمل من إشارات، يبقى التنفيذ على المحك والنتائج هي الحكم، لأنه لا وجود للتحديات عندما تتوفر الإرادة والتوجيه، والأهم من يعمل لمصلحة البلد.