..ولو صدقوا!
كالعادة ، مع آخر ساعات عام انقضى واستقبال عام جديد يتسمّر أغلبية الناس أمام مختلف المحطات، لمعرفة ما يخبِّئه لهم القدر من حظوظ لعلّها تبعث الأمل من جديد ولو كان من باب الاستجداء .!
نعم هو أشبه بالاستجداء والترجي لعلّ القادم أجمل، فبعد سنوات طوالٍ من الحرب الظالمة والضغوطات الاقتصادية الخانقة يريد كل منا انبعاث الحياة فينا من جديد ولو كان وهماً من خلال وعود ,أحداث يتوقعون حدوثها, نعم شئنا أم أبينا أصبح التنافس بين مختلف المحطات على استقطاب ذاك المنجم أو تلك العرّافة مشروعاً والنتيجة المزيد من الأرقام الفلكية لأصحاب رؤوس أموال تستثمر في القنوات وتتحكم بعقولهم.
كل ذلك على حساب البسطاء الذين دفعوا الأثمان غالياً وفي كل الظروف؛ السلم والحرب معاً ، هم لا يريدون سوى بصيص أمل ، فهؤلاء المنجمون يدّعون معرفة ما تخبئه لهم السماء وكأن عصا موسى عليه السلام في يدهم, فهم يعرفون في مجالات الحب والزواج والعمل مروراً بأسعار البورصة وصولاً للسياسة والاقتصاد و….الخ, ببساطة؛ يعلمون كل شيء حتى يصل الأمر بالبعض إلى شراء كتب أحد «المبروكين» أو «المبروكات», وينطبق هذا الأمر على شريحة أصحاب الشهادات العالية التي ينطلي عليها الأمر وتتأثر كالغير باتباع تلك «الخزعبلات».! .
والسؤال: لماذا كل هذا الاستخفاف بعقول الناس بل والمساهمة عبر ضخ تلك البرامج بتسخيفها، والابتعاد عن كل ما هو علمي ومنطقي، من هي الجهات التي تقف وراء تخصيص برامج تُنتَج بأموال كبيرة لتسويق تلك المواضيع والتأثير على عقول الناس, ربما تكون جهات هدفها أبعد من الربح وجني الأموال.. إلى حدّ وصل بالبعض التفكير بإحداث اختصاصات لتدريسها كما هو الحال في بعض البلدان, أو حتى توزيع شهادات عبر معاهد خاصة.
في النهاية سواء كان الهدف تجارياً أو أبعد من ذلك هل تستيقظ الناس أم تبقى على هدر الوقت و البقاء رهن الأكاذيب, وما تسوّقه لهم «العرافات» حتى لو صادف الأمر حدوث أشياء تزامنت مع وعودهم .. نعم كذب المنجمون ولو صدقوا!!