اطمئنوا
آخر تحديثات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك هو قرارها الصادر في الأمس القريب والمتضمن تبريد الخبز قبل تعبئته ثم نقله بسيارات مخصصة بهدف الحفاظ على نوعيته، ليتم بيعه في محلات البقالة والأكشاك التابعة لها مع رسالة مفادها أنها لن تزيد السعر.. بمعنى اطمئنوا، سيبقى السعر على حاله «على ذمتها» كما أنه ليس لها أي هدف سوى مصلحة المواطن ..!
نعم لم يسبق لأي مادة أن تعرضت لهذا الكمّ الهائل الكبير من الانتقادات والمخالفات، التي تعرضت لها لقمة خبزنا، وهذه المخالفات تنتشر في أغلبية الأفران العامة والخاصة على حد سواء هكذا على«عينك يا تاجر»، بدءاً من الملاحظات السلبية للتعامل بالبطاقة الذكية و تدني الجودة بسبب سوء التصنيع، مروراً بنقص الأرغفة وليس انتهاء بالسعر الذي يتفاوت بين معتمد وآخر أو حتى البيع للربطات خارج إطار« الذكية » بقصد المتاجرة وتحقيق الربح..
في المشهد العام يبدو أن رغيف الخبز تحكمه عوامل أكبر منا، إضافة إلى عوامل يفترض أننا نستطيع التحكم فيها كوجود أشخاص وحلقات بمن فيهم «الحويصة» الذين يبيعون ربطة الخبز بالسعر الحرّ عبر حلقات متتالية من داخل وخارج الفرن، بمعنى؛ ولا حتى ألف بطاقة إلكترونية تضبط لقمة عيشنا، ليأتينا آخر المطاف قرار وزير التجارة الداخلية بتوزيع الخبز بعد تبريده عبر سيارات تجوب المناطق بهدف الحفاظ على النوعية من دون التفكير بالأعباء الإضافية التي حتماً سيتحملها المواطن وحده من جهة زيادة السعر وأجور نفقات ونقل أو مواصلات ولاسيما بعد رفع أسعار البنزين.
بالعودة إلى قرارات وزارة التجارة الداخلية ، نقول إن كانت تندرج تحت بند التسهيلات والعمل لمصلحة المواطن أولاً وأخيراً، فهذه لن تزيده إلا اختناقاً بدليل الكم الهائل من الانتقادات التي طالتها، وتداولتها صفحات ووسائل التواصل الاجتماعي..! ليبقى السؤال: هل تعيد الجهات المعنية وحماية المستهلك النظر بسياستها وفق ما يناسب ظروفنا، والعمل للحفاظ على لقمة عيش كريمة ؟!