عندما كانت سورية تؤكد أنها بشعبها وجيشها وقيادتها تدافع في حربها ضد الإرهاب والتطرف، عن العالم برمته وقيمه العادلة، كان ثمة من لم يعجبه هذا، أو لا يروق له، رغم يقين الـ”هذا” بقرارة نفسه أن الحديث السوري صحيح مئة بالمئة، لكن كيف لمثل هؤلاء أن يعترفوا بالحقيقة الساطعة؟
سورية لم تكترث لكل الجعجعة الغربية وإعلامها الكاذب، مضت ولا تزال في حربها على الإرهاب وهي تدفع في كل لحظة ضريبة عن العالم الذي وقف في معظمه وخاصة في الغرب، ليس متفرجاً فقط، بل مساهماً في الحرب عليها عبر أشكال متعددة..
لكن وكما يقال لا يمكن للشمس أن تُحجب بغربال، ولا يمكن للكذب أن يستمر وينطلي على الجميع، في كل الأوقات خاصة مع وجود نخب ومفكرين من الغرب يعرفون مواقف بلادهم وسياساتها، نخب لا تتوانى عن قول الحقيقة والسعي إليها، ولعل ما أكده الوفد الفرنسي الذي يزور سورية حالياً، ويضم نخبة من الأدباء والصحفيين والمدونين، هو خير دليل على ما نقول.
فالوفد المذكور قال كلمته بالفم الملآن، ولا يشك أحد إنه يقول هذا بكامل حريته، بعد عشر سنوات من الحرب الظالمة على سورية وعبر ما شاهده ولمسه في بلاده وفي سورية .
الوفد قال كلمته غير آبه بمواقف باريس الرسمية: “الشعب السوري وجيشه وقيادته أثبتوا للعام أجمع أنهم دولة يحتذى بصمودها ونضالها ضد القوى الإمبريالية والاستعمارية وأن انتصارها ليس ملكاً للسوريين فقط بل لكل أحرار العالم”. ليس هذا فحسب بل زادوا في القول والتأكيد:”إنهم عقدوا عدداً من اللقاءات في بلدهم لتبيان حجم الكذب والنفاق والتضليل الإعلامي الذي يمارسه المعتدون على سورية التي ما تزال تقاوم اليوم الحصار الاقتصادي الذي يهدف إلى إضعافها والنيل من صمود شعبها.
الحقيقة التي لا يرغب الكثيرون في سماعها أو معرفتها هي أن وسائل إعلامية غربية كبيرة ونافذة ومسيطرة تمارس التضليل الإعلامي بحرفية عالية، وتحتكر إيصال أفكار وصور محددة عن الأوضاع في سورية، متجاهلة حقيقة الحرب المفروضة عليها.
هذا ليس اكتشافاً جديداً بقدر ما هو بيّن، فالغالبية العظمى من الشعب الفرنسي والشعوب الأوروبية هم ضحايا النفاق الإعلامي.
الوفد الفرنسي الذي يزور سورية يمثل صوت غالبية الفرنسيين، وليس صوت من تسبب بالأذى والدمار لسورية، ولا شك أنه سيعمد في أوساطه الفرنسية وبما يمثله من قوة في الأوساط الشعبية، على نقل الحقائق، والوقوف في وجه التضليل الإعلامي الغربي.