«غودو» الجديد
مع كل رياح تغيير إداري جديد لأي مؤسسة مهما عظم شأنها أو صغر، ينقسم مجتمع تلك المؤسسة إلى فريقين الأول مؤيد يرى القادم الجديد (غودو) المنقذ لحال تلك المؤسسة التي يكون قد اعتراها التعب لدرجة الانهاك ، وآخر يرى فيه المغامر والرهانات على النتائج، فبعد مرور عدد من القادة الإداريين لهرم أي مؤسسة أصبح لدى الناس قاعدة بيانات أشبه بالتاريخ المهني لكل واحد على حدة لتبقى النتائج على المحك.
ولأنه من المفترض أن يلمس الناس إيجابيات التغيير في حال كانوا يتوسمون الخير والأمل بالتحسّن للصالح العام، لافتراضهم أنه يحمل الأمل وانتعاش الروح لمؤسستهم ويشعر بشعورهم فهم أكثر معرفة بعمل ومكان اختبروه لسنوات لدرجة أصبح لصيقاً بهم، بمعنى، إنه أمام مسؤوليات كبيرة تتطلب منه المزيد من العمل من أجلهم، ومع كل مقاربة مع هذه المؤسسة أو تلك حتى لو كانت المزايا المادية تطغى على كل شيء، إلا أنك تجد أغلبهم ينكفىء لجهة مؤسسته على مبدأ «العشرة لها كراماتها ومعانيها..»
الأمر الثاني: الأغلبية من مجتمع أي مؤسسة يدرك تماماً ظرف القادم الجديد ومسؤولياته الكبيرة، وما يعترضه من تحديات استعصى حلّها على من سبقوه كتحسين الوضع المادي أو حتى إرضائهم وقيادة السفينة إلى برِّ الأمان.. نعم هي تركة ثقيلة ومهمة صعبة وخاصة بعد الظروف التي يعيشها الناس من تبعات الحرب على تفاصيلنا اليومية، وأقصى آمالهم تأمين لقمة خبزهم لتأتي الاهتمامات الأخرى في ترتيب لاحق، لهذا يتحتم على القائد الإداري الجديد العمل على إعادة الثقة للناس بمنتج المؤسسة، وترجمة أقواله إلى أفعال، والأهم الابتعاد عن المحسوبيات و(الشللية) لأن آثارها ودورها سيكونان في نتائج قد لا تحمد عقباها.
فبعد سنوات من حرب طويلة هل يحق لنا أن نتوقع خدمات جيدة كأدنى تقدير من القادم الجديد، وفي المقابل تحمل الثقة التي منحت له بمسؤولية عالية.. فهل نأخذ في الحسبان أن الذاكرة الجمعية لا تنسى شيئاً أبداً؟!