بريق أمل للشباب
آمال كبيرة يعلّقها آلاف الشباب ممن يحملون شهادات جامعية على المسابقة التي أعلنت عنها وزارة التنمية الإدارية لتأمين نحو 85 ألف فرصة عمل للشباب من مختلف الاختصاصات والمؤهلات العلمية، لتأتي هذه المسابقة الضخمة الأولى بعد إلغاء عدد من المسابقات كانت جهات حكومية قد أعلنت عنها.
بالرغم من «حلكة» الظروف التي تعيشها أغلبية الناس من فقر وصعوبة في تأمين أدنى مقومات الحياة جراء الحرب على سورية، يأتي هذا الإعلان بمثابة خيط نور وبريق أمل يتسلل إلى أرواح شباب أنهكتها سنوات طوال من الحرب على سورية، فكلنا يدرك تماماً معنى البحث عن فرصة عمل وحجم العناء المضني للحصول عليها، ناهيك بالطرق الملتوية التي يعتمدها البعض بهدف الحصول على هذه الفرصة الذهبية التي ستعوضه دخلاً متواضعاً أو تأمين ما يشبه الفتات.
لتبدأ بعد إعلان المسابقة رحلة البحث عن أي طريق يقودهم إلى صاحب نفوذ أو «سمسار» يؤمّن لهم هذه الفرصة التي قد لا تتكرر لبضع سنوات، ناهيك بحجم معاناة السفر من مناطق بعيدة.
قرار إعلان مسابقة مركزية ضخمة بهذا الحجم يجب أن تكون له آليات جديدة في التعيين والاختبار، لاختيار أصحاب مؤهلات علمية حقيقية قد يسد الأبواب أمام اللاعبين بورقة الواسطة والمحسوبيات، أو حتى بطريقة «الدفع»، فهل الكفاءات والمؤهلات العلمية التي يحملها المتقدم هي من تحدد المطلوب؟ أم إن الهجرة إلى الخارج ستبقى هي الخيار الأوحد أو البديل لهؤلاء الشباب، بعد خيبات كبيرة تمرسوا على طعمها ؟ ليبقى الرهان على الجهة المصدرة لإعلان المسابقة في نزاهة التنفيذ للاختبارات، وقبول من يحقق الشروط المطلوبة من دون محاباة أحد، هذه هي آمال الأغلبية العظمى من شباب تبحث عن فرصة عمل تسندها في هذه الظروف الضاغطة، فهل تنتعش آمال هؤلاء الشباب؟!, لتبقى وزارة التنمية الإدارية في الاختيار السليم وفق المعايير الصحيحة والطرق السليمة على المحك.