عندما يتفق الكبار، يتنفس العالم الصعداء، يمكن إسقاط هذا على ما كل يحصل في السياسة والاقتصاد، وحتى في المناخ والتغييرات التي تعصف بعالمنا ونجني كوارثها حرائق وفيضانات وزلازل..
الصين والولايات المتحدة توصلتا لاتفاق مشترك لتعزيز الإجراءات المتعلقة بالمناخ بما يشمل خفض انبعاثات الميثان والتخلص التدريجي من استهلاك الفحم وحماية الغابات.
وتعهد الجانبان في قمة المناخ المنعقدة في غلاسكو بمواصلة العمل معاً ومع جميع الأطراف لتعزيز تنفيذ اتفاق باريس للمناخ على أساس مبدأ لمسؤوليات المشتركة ومراعاة الظروف الوطنية والإجراءات المتعلقة بالمناخ للتصدي بفعالية لأزمة التغير المناخي.
هذا الاتفاق جاء استكمالاً لتطورات سبقت وتشي بتضييق المسافة بين الجانبين بشأن العديد من الموضوعات بين البلدين، ما قد يمهد حسب بعض المصادر الأمريكية لعقد قمة “عن بعد” بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ والأمريكي جو بايدن.
لقد أرسل الرئيسان إشارة يوم الثلاثاء الماضي تشير إلى نيتهما عزف نغمة إيجابية، للقمة المنتظرة، عبر رسائل التهنئة التي بعثاها إلى اللجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية- الصينية للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والخمسين لتأسيسها.
صحيح أن الكثير من المراقبين والمهتمين بالشأن الأمريكي– الصيني لا يتوقع انفراجات أو اختراقات كبيرة، بالنظر إلى حجم الخلافات الكبير بين البلدين، بما في ذلك التوترات حول تايوان وشينجيانغ وهونغ كونغ، لكن من المرجح أن ينتج عن الاجتماع مبادرات حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك تخفيف قيود التأشيرات، وإنشاء حوار ثنائي حول الأسلحة النووية، وإطار محتمل لتخفيف الاحتكاكات التجارية لإظهار العزم الثنائي على نقل العلاقة من المواجهة إلى التعاون، بمعنى يمكن لهذه القمة أن تذيب كثيراً من جليد تراكم عبر سنوات وخاصة خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي شن حرباً تجارية غير مسبوقة على الصين واتهمها بكل المشاكل التي عانى منها الأميركيون، ومنها العجز التجاري.
ويعيد المراقبون التذكير بالقمة التي عقدت في جنيف بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن والتي كان من نتائجها طرح العديد من الموضوعات الخلافية مثل الأمن السيبراني والتسلح إضافة إلى موضوعات دولية.
لقد اهتمت الصين بمقاربة بايدن. فمنذ جلس الأخير مع الرئيس بوتين في جنيف، أطلعت روسيا الصين على ما جرى في المحادثات.
وحين عاد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة إلى واشنطن كجزء من اتفاق أُبرِم خلال لقاء الرئيسين، كانت واحدة من أولى محطاته هي تقديم إحاطة لنظيره الصيني بشأن قمة بايدن- بوتين.
وبعدما انقضت قمة جنيف تركز العمل حسب موظفون بالبيت الأبيض من أجل ترتيب لقاء مع شي. وحسب مسؤولين أمريكيين لقد وفَّر الجلوس مع الرئيس بوتين فرصة من أجل المعالجة المباشرة لسلسة من المشكلات القريبة في العلاقات التي يصفها المسؤولون أنفسهم بأنَّها صارت مسمومة على نحوٍ خطير، لكنَّ القمة خدمت غرضاً مزدوجاً ومهماً: وضع سلسلة من الآليات لمعالجة تلك المشكلات على مستوى أطقم المساعدين على مدى عدة أشهر.
ويقول المسؤولون: إنَّ أهداف بايدن اليوم في بعض الجوانب ستكون هي نفسها أهدافه في اللقاء الذي استمر 3 ساعات مع الرئيس بوتين في سويسرا: إذابة الجليد في العلاقات، والتعرف على بعضهما البعض جيداً، وفتح خطوط اتصال لا يمكن أن تتكون إلا بصورة شخصية. وكثيراً ما يشير المسؤولون الأمريكيون إلى الحاجة لتأسيس “حاجز حماية” في العلاقات مع الصين، مثلما سعى بايدن مع بوتين لتأسيس معايير لإيجاد علاقة أكثر قابلية للتنبؤ بها مع روسيا.