وحده من يدفع الثمن

لم يأتِ بجديد، كالعادة قرار محافظة دمشق بحرمان ١٥٠ وسيلة نقل ما بين باص وميكرو باص من مخصصاتها من المحروقات آخر بدع العقوبات، لعدم التزام «شوفيرية» تلك المكاري بنقل الركاب إلى آخر الخط أو العمل…! قد تكون الجهة المصدرة للقرار لا تعلم أن تلك العقوبات طالت المواطن الذي ينتظر وقتاً طويلاً على الطرقات قبل أن تطول أصحاب المكاري..!
قد تكون المحافظة مشغولة بمواضيع استراتيجية أهم من المواطن الذي يعدّ من واجبه الصبر والتحمل لأن البلاد تمرّ بظروف صعبة وتداعيات الحرب على سورية التي نعيشها جميعاً.
بالتأكيد لم تكتفِ الحرب على سورية بترك بصماتها على أرواحنا فقط، بل على كل تفصيل صغير من تفاصيل حياتنا اليومية ومنها المعاناة اليومية مع المواصلات التي بلغت حد امتهان كرامة الإنسان.
قد لا تعلم تلك الجهات أننا نعيش يومياً تفاصيل معركة يومية من المشادات و«التدفيش» للحصول على موطئ قدم في أي حافلة لا يهم نوعها.. وقد تكون السماء تدخلت لإنقاذنا لنصل إلى أشغالنا ومبتغانا.
برغم أن مشكلة المواصلات هي أزلية قديمة – حديثة لتزيدها سنوات الحرب على سورية تعقيداً والذرائع جاهزة بتعليق أي مشكلة على الظروف.. ما يعني أننا كمواطنين علينا تحمل المزيد والمزيد من دفع فواتير فشل المتعاقبين على منظومة النقل وتنفيذ مشاريع استراتيجية لتطويرها.
علينا كمواطنين تحمل ارتفاع أسعار المحروقات والقطع التبديلية ورفع أسعار أجور وسائل النقل مقابل خدمات متدنية !
علينا دفع المزيد من صحتنا وأعمارنا التي ذهبت بانتظار وسيلة نقل تقلنا باحترام للجهة التي نبتغيها .
لتأتي الحلول على شكل عقوبة حرمان لأصحاب المكاري، هي في الحقيقة طالت المواطن قبل أن تطول مالك السرفيس علماً أنه كان من الأجدى فرض غرامات مالية كبيرة مع إلزامية العمل المضاعف.. ووضع مراقب خط على كل الخطوط لمراقبة تنفيذ صاحب الميكرو لمدى التزامه.. لأن من يدفع الثمن من هذه القرارات غير المدروسة هو المواطن وحده..!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار