مطلوب المزيد من التدابير

مجدداً، بدأت أصوات تتعالى هنا وهناك لتدق ناقوس الخطر من انتشار جائحة فيروس«كورونا» خاصة مع تزايد الأعداد خلال هذه الموجة غير المسبوقة التي جعلت المشافي تغص بأقسامها وحتى ممراتها..!
بالرغم من الجهود المبذولة والحملة الدعائية لضرورة أخذ اللقاح كإجراء احترازي لا بدّ منه للحدّ من انتشار العدوى لكن النتائج تشير إلى أن تنفيذ الحملات تبدو في حدودها الدنيا والدليل تسجيل أرقام مخيفة بعدد الإصابات، ناهيك بسلوك الحياة اليومية للأغلبية الذي تحول إلى قائمة من الانتظارات من الوقوف الإجباري سواء لأخذ مخصصاتنا التموينية، أم الحظوة باسطوانة الغاز ..!، أم أمام الأفران والانتظار الأخطر على المواقف لانتظار أي وسيلة نقل ليكون «التدفيش» سيد الموقف..هذه التفاصيل اليومية تضع الجهات الحكومية أمام تحدّ أكبر ما يعني اتخاذ المزيد من الإجراءات والتدابير الاحترازية لأن التراخي واللامبالاة بدأنا نحصد نتائجهما في هذه الموجة الأكثر خطورة ، الأمر الذي يؤشر إلى أن أعداد من أخذوا اللقاح متواضعة بدليل لم يكن لها تأثير على الحدّ من انتشار الفيروس.
ندرك جيداً أن جزءاً من هذه الحالة هي من تداعيات حرب طويلة على بلدنا وتركت تبعاتها على كل تفاصيل حياتنا ليأتي الغلاء، وجشع التجار غير المسبوق يدفع الناس للعمل ليلاً ونهاراً مع اتباع المزيد من سياسة التقشف والتقتير بهدف الحصول على أدنى مقومات الحياة التي تضمن لهم البقاء أحياء على وجه هذه البسيطة.
لذلك مواجهة هذه الجائحة تتطلب منا تأمين التعقيم والنظام الغذائي السليم الذي يشكل المناعة القوية، لكن على أرض الواقع أصبح كل منا حتى أدوية (الكريب) يصعب عليه تأمينها بسبب تأزم الوضع المعيشي من دون حسيب أو رقيب.
المطلوب جدّياً من الجهات الحكومية اتخاذ المزيد من الإجراءات والتدابير الاحترازية في مقدمتها فرض حظر جزئي، فرض التعقيم ولاسيما في وسائل النقل اليومية وتغريم من يخالف، و مراقبة المدارس والجامعات وإلزامهم بارتداء الكمامة و التباعد المكاني وإيقاف معظم الأنشطة في مختلف القطاعات على الأقل خلال هذه الفترة، وغير ذلك من الإجراءات التي قد تحدّ من انتشار فيروس يقف على مسافة واحدة من الجميع الأغنياء والفقراء.. فهل تتخذ الفريق المعني بالتصدي للفيروس اللعين قرارات أكثر نفعاً قبل أن نفقد السيطرة على الوضع الراهن ؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار