دعم الفلاح أولاً

حسناً فعلت وزارة الزراعة في قرارها الصادر مؤخراً المتضمن رفع سعر كيلو القمح الواحد إلى ١٥٠٠ ليرة سورية، وهذا ربما يكون قراراً محفزاً للفلاح ويثلج صدره، والأهم أنه يواكب الأسعار الرائجة ولو بالحدود الدنيا، لكن إذا ما دخلنا في عمق التفاصيل نجد أن الفلاح قد يكون الخاسر الوحيد، فالعمل في الزراعة أشبه بورقة الحظ احتمال الربح والخسارة وارد أيضاً لأن ذلك مرتبط بعدة عوامل أولها: هطول الأمطار، وثانيها: الأسعار الخيالية لمستلزمات الإنتاج على سبيل المثال مستلزمات زراعة الدونم الواحد من السماد الآزوتي والوقود تتجاوز المئتي ألف ليرة، ناهيك بأجرة العامل اليومية التي تعادل لوحدها ربع راتب موظف!.
بموازاة ذلك لا تزال أصوات أهل الشأن الاقتصادي تتعالى بالعودة للزراعة ولاسيما محصول القمح على وجه الخصوص, هذا المحصول الذي حقق لحقبة من الزمن سياسة الاكتفاء الذاتي، لتأتي الحرب الإرهابية على سورية وتقضي على كل شيء.. كل شيء وبأشكال مختلفة، تارة بالتدمير والنهب ولاسيما في المناطق الشرقية التي تعد مخزون الاقتصاد الزراعي، وأخرى بالحرائق أو حتى السمسرة عليه بأسعار مغرية من قبل الاحتلال التركي.. بهدف ضرب الاقتصاد الوطني.
إذاً حتى نستعيد مكانة هذا المحصول الاستراتيجي، يجب على الجهات الحكومية المعنية أن تتحمل مسؤوليتها بشكل أكبر من جهة دعم الفلاح، فزيادة السعر تطرب آذان الجميع لكن التكاليف الخيالية تجعل الجميع يتردد في الإقدام.
فهل تعمل الجهات المعنية على تقديم المزيد من الدعم لمحور العملية الإنتاجية «الفلاح»، وتوفير مستلزمات الإنتاج خاصة السماد, والأهم حمايته من سمسرة التاجر وتقديم القروض الميسرة.. حينئذ سنرى كثيرين يزرعون القمح في كل سنتيمتر حتى لو كان على «حجرة»..!؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار