اغتيال زيتون طرطوس!!
لم تخمد بعد الحرائق التي نشبت في غابات الساحل، لتبدأ عصابات «ثلة» من التجار باغتيال أشجار «الزيتون» تحديداً، وبأسعار مغرية مثلاً؛ يدفع التاجر مئتي ألف ليرة لقلع أشجار الزيتون, وهذا ما حدث في ريف محافظة طرطوس شرط قلعها من جذورها..!! علينا أن نقف هنا مطولاً، لماذا قلع هذه الشجرة من جذورها؟.. فعلاً هذا وحده يبعث على الشك..!! إذ يعمد التاجر إلى دفع عشرين ألف ليرة أجرة يومية للعامل الذي يقوم بذلك، لتأتي سيارات تحمله إلى خارج الحدود، وحسب الروايات لبيعه حطباً للتدفئة، ولكن هذا الخبر أو الحدث الذي يحمل في طياته شكوكاً كثيرة يجب ألا يمرّ مرور الكرام…!
بداية لنأخذ هذه الحالة بحسن «نية» أي بهدف الربح.. إذ يعمد البعض من المزارعين إلى قلع الأشجار واستبدالها بالأشجار المثمرة كأشجار الكيوي مثلاً التي ربما تحقق مردوداً مادياً أكبر، وهذا ما يعدّه البعض حقاً للفلاح في تحسين وضعه المادي الذي يعيش في ظروف قاسية «ولقمته مغمسة بالدم»، لكن عندما تصل المساحات التي اقتلعت أشجارها بالآلاف، وما يعادل مئة شجرة يومياً في قرية المصطبة وحدها .. هذا مؤشر خطر على خسارة موسم يفترض أنه يسهم بنسبة كبيرة بالناتج المحلي، والخوف الأكبر من اتساع المساحة.
ولأن الزيتون محصول استراتيجي مهم يسهم في الناتج المحلي، ومصدر رزق مئات الآلاف من سكان الأرياف، فلا بدّ من الإشارة إلى مسؤولية وزارة الزراعة التي فشلت في تحقيق شعار «عام القمح».!
والنقطة الثانية: لابدّ من تحديد الأسباب التي دفعت بالناس إلى هذا الحدّ من بيع مصدر رزقها لتأمين أدنى متطلبات الحياة، وهذه مسؤولية الجهات الحكومية.. ناهيك بالعمل على تثبيت الفلاحين في حقولهم من خلال تأمين مستلزمات الإنتاج وخاصة المشتقات النفطية، ومحاسبة المقصرين في مهام الإشراف والإرشاد الزراعي خاصة بعدما علمنا أن لدينا مئات الآلاف من الوحدات الإرشادية الزراعية منتشرة على امتداد المحافظات ككل، بما فيها من آلاف من المهندسين الزراعيين ومساعديهم، ومن مهامهم زيارة الحقول وكشف الأمراض ورفع التقارير الدورية عن نتائج عملهم، والأهم تأمين المبيدات والأدوية المجانية.. لأن الفلاح حتماً يهتم بأرضه كأبنائه.. ويبقى السؤال: لمصلحة من «قلع» زيتون طرطوس من جذوره؟!!.