مسابح طرطوس خارج دائرة الرقابة… والجهات المعنية تتقاذف المسؤوليات !!

أرخى التقنين الكهربائي القاسي بظلاله السلبية على القطاع السياحي في محافظة طرطوس وخاصة المسابح, حيث تعاني هذه المنشآت من مشكلات و صعوبات عديدة, أهمها عمليات «الفلترة» وتعقيم المياه, فالتأخر في تبديل المياه أو فلترتها قد يتسبب بتحويل هذه المسابح لبؤر جرثومية معدية, الأمر الذي قد يتسبب بالكثير من الأمراض, ولاسيما أن جلّ مرتادي هذه المسابح من الأطفال وصغار السن.
أحد أصحاب المسابح الذي فضّل عدم ذكر اسمه قال لـ«تشرين»: هذا العام كان قاسياً على أغلبية المنشآت السياحية لجهة غياب الكهرباء بل انعدامها, الأمر الذي أثّر في عمل أجهزة الفلترة , واضطررنا للقيام أسبوعياً بعملية إفراغ المسبح وإعادة تعبئته, وما يترتب على ذلك من أعباء مالية مرهقة, ناهيك باستغراق العملية مدة يومين, ما يعني تعطّل المسبح وعدم قدرته على استقبال الزوار.
وأضاف صاحب المسبح: تشغيل المولدات مكلف جداً, فسعر ليتر المازوت في السوق السوداء 3 آلاف ليرة, والمولدة بحاجة للعمل مالا يقل عن 6 ساعات يومياً, واصفاً الموسم السياحي لهذا العام بالمقبول.
في مسبح آخر وأثناء تواجد «تشرين» لوحظ تحوّل لون مياه المسبح إلى الأخضر, ولدى الاستفسار من أصحابه قالوا: إن السبب ضعف الفلترة, الأمر الذي يتم تداركه من خلال زيادة أقراص الكلور للتعقيم !!!|.
مشكلة نوعية مياه المسابح وآليات تعقيمها دفع «تشرين» للاستفسار عن الجهة الحكومية صاحبة العلاقة نظراً لارتباط هذا الموضوع المهم بالصحة والسلامة العامة لكن المفاجأة غياب هذه المنشآت عن دائرة الرقابة بل وتقاذف الجهات التي تواصلت معها «تشرين» للمسؤولية ..؟
البداية كانت من دائرة الشؤون الصحية في مجلس مدينة طرطوس, حيث أوضح فراس الموعي رئيس الدائرة أن هذا الموضوع ليس من اختصاص دائرته نظراً لافتقاد الدائرة للمخابر المختصة, لافتاً إلى أن عملية قطف العينات ونقلها بحاجة إلى خبرات وظروف فنية خاصة لا تتوافر لدى الدائرة واضعاً الكرة في ملعب السياحة .
«تشرين» تواصلت مع مدير سياحة طرطوس يزن الشيخ الذي قال بدوره: هذا الموضوع خارج عمل واختصاص المديرية, وإن عمل المديرية ينحصر بالتأكد من تحقيق المنشآت السياحية ومنها المسابح لشروط الأمن والسلامة وتوفر المنقذين, طالباً منا التوجه لمديرية البيئة, حيث قال مديرها علي داود: إن الموضوع ليس في صلب عمل مديريته, لافتاً لوجود لجنة لدى مديرية السياحة تضم أعضاء من كل الجهات المعنية ومنها البيئة للإشراف على عمل المنشآت السياحية مبدياً استعداد المديرية لتحليل أي عينة مياه في حال ورود شكوى.
و باعتبار أنه قد تمت الإشارة لدور ما لمؤسسة مياه طرطوس أثناء التواصل مع الجهات الآنفة الذكر و من باب قطع الشك باليقين تواصلت «تشرين» مع مؤسسة مياه طرطوس, حيث أوضح ياسين حسين مدير المكتب الإعلامي أنه ليس للمؤسسة أي علاقة بهذا الموضوع و المؤسسة جاهزة للتعاون مع كل الجهات صاحبة العلاقة لتحليل عينات المياه المقطوفة من المسابح بعد التقدم بطلب رسمي للمؤسسة… و لا تعليق .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار