روسيا والصين وسورية وقمتا الدول السبع و«الناتو»!

تؤكد الأحداث والوقائع أنّ معالم النظام العالمي تتغير ساعة بعد ساعة، ولم تعد خريطة العالم الاقتصادي في القرن الماضي مقبولة في الوقت الحالي، ولم تعد الدول الغربية وحلف الأطلسي «الناتو» يحددان مسار مستقبل الدول، وقد ظهر هذا واضحاً في مؤتمر بطرسبورغ الاقتصادي ونتائجه الاقتصادية الروسية العالمية الكبيرة، وأيضاً بعد اجتماع قمة الدول السبع الصناعية الكبرى وصدور بيانها الختامي سنة /2021/ المؤلف من نحو /12/ ألف كلمة، وتأسست هذه المجموعة سنة /1976/ بعد أول صدمة نفطية عالمية وتضم: «أمريكا- فرنسا- بريطانيا- ألمانيا- إيطاليا- اليابان– كندا»، وكانت تشكل قاطرة العالم الاقتصادي، حيث بلغ ناتجها الإجمالي أكثر من «50%» من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتجارتها أكثر من «65%» من التجارة العالمية، وتمتلك البنوك العشرة الأوائل في العالم، وسفنها وأساطيلها وطائراتها تجوب بحار العالم وتفرض خريطة الانتقال العالمي…الخ، ولكن وكما يقال «دوام الحال من المحال»، فقد شهد العالم بأكمله خلال هذا الأسبوع تمرد كل من الصين وروسيا على كلّ الإغراءات والتهديدات الأوروبية والأطلسية، ولم تكترثا بتهديدات الغرب, وتلفيق التهم ضدهما ومنها مثلاً أن “الدولتين تشكلان خطراً كبيراً على العالم”, وخاصة دول المجموعة والحلف الأطلسي، وبأن الصين “تقوم بممارسات تجارية غير قانونية، ولا تحترمان حقوق الإنسان وبأنهما مصدر فيروس كورونا وتطوران ترسانتهما النووية”، وبدت القمتان وكأن الصين وروسيا هما الحاضران الغائبان، بل عدّت دول المجموعة أن النمو الاقتصادي الصيني يشكل تهديداً حقيقياً ووجودياً لأمريكا وأوروبا، ولهذا دعا قادة دول المجموعة لإنشاء برنامج استثماري ضخم أطلق عليه «بنك البنية التحتية» لتعبئة المليارات من الموارد العامة والخاصة لدعم المشاريع الكبرى في الدول النامية كبديل لمبادرة «الحزام والطريق» الصينية أو ما بات يعرف بخطة «طريق الحرير» التي تم إطلاقها سنة /2013/ وهذا المشروع يربط قارات العالم ببعضها اقتصادياً, وقد ردت الصين وروسيا على هذه التهديدات بشكل واضح وحازم، وحذّرت روسيا من أي تدخل في شؤونها الداخلية مستبقة لقاء القمة بين «بوتين وبايدن», كما أكدت القيادة الصينية بأنه «قد ولّت الأيام التي كانت تملي فيها مجموعة صغيرة من الدول القرارات العالمية»، وأضافت: إنه على الدول كبيرة كانت أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، فقيرة أم غنية، أن تكون متساوية، وأنه يجب معالجة الشؤون العالمية من خلال التشاور بين كل دول العالم، وأن الصين وروسيا ملتزمتان بالقانون الدولي، وبأن الغرب لم يعد مخولاً بتفصيل التهم، وتؤكد المعلومات الاقتصادية أن الصين ستتربع عرش الاقتصاد العالمي قريباً، وأن روسيا تجاوزت العقوبات الاقتصادية عليها، وأنّ الصين تحقق أكبر معدل نمو في العالم بحدود /7%/ وسطياً، وكانت المفاجأة أنه منذ تاريخ 26/7/2020 تغيرت خريطة البنوك العشرة الأوائل في العالم ولم تعد غربية، حيث إن نصيب الصين منها أربعة /4/ بنوك، بينما اشتركت أمريكا وفرنسا ببنكين لكل دولة منهما، ثم جاءت اليابان وبريطانيا ببنك واحد لكل منهما، وهذا دليل على قوة الصين لأن أي علاقة اقتصادية تؤول في مآلها الأخير إلى العلاقة النقدية، وهنا نسأل بل نتساءل: هل ترسخت معالم العملاقين الآسيويين «الصين وروسيا», ومن معهما من الدول المتحالفة مثل «سورية وإيران وفنزويلا» وغيرها، فاقتصادياً يتراجع الغرب وتتطور الصين، وعسكرياً تستعد روسيا لبدء أكبر مناورات عسكرية لها وبالمشاركة مع «الصين ومنغوليا», ويشارك بها منذ الحرب الباردة 30٠ ألف فرد من الجيش، إلى جانب قوات من الصين ومنغوليا ، وهذا دفع دول الناتو البالغ عددها /30/ دولة لوضع رؤية أو خطة «ناتو 2030» تتضمن خريطة طريق الحلف في السنوات العشر المقبلة لمواجهة الصعود الصيني والروسي، علماً أنّ آخر الدراسات تؤكد أن هذه الإدعاءات كاذبة بدليل أن المعلومات العسكرية تؤكد أن الصين تمتلك رؤوساً نووية أقلّ بمقدار/20/ مرة مما تملكه الدول الأعضاء في حلف الأطلسي، وبأن دول الناتو لا تقيم أي اعتبار للشرعية الدولية وتحتل أرضاً سورية وتسرق مواردها وتدعم العصابات الإجرامية وتستثمر في الإرهاب الاقتصادي من عقوبات وحصار مفروضين من طرف واحد ومخالفين للشرعية الدولية، وانطلاقاً من هذا بدأت أغلبية دول العالم تتوجه شرقاً ومنها سورية فهل نسرع الخطا لأننا بدأنا نتلمس معالم تغير النظام العالمي الجديد.. ومصلحتنا في ذلك؟!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي التطبيق بداية العام القادم.. قرار بتشغيل خريجي كليات ومعاهد السياحة في المنشآت السياحية