أكد مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن وسائل الإعلام الأمريكية تتبع خطا المسؤولين الأمريكيين في محاولتهم تبرير الاعتداءات التي تشنها بلادهم ضد الدول الأخرى، وغالباً ما تعرض أنشطة الولايات المتحدة في الخارج، مهما كانت مدمرة، على أنها “تحقق الاستقرار”! مثلما فعلت قناة “إي بي سي ورلد نيوز”، على سبيل المثال لا الحصر عندما وصفت غزو العراق في عام 2003 بأنه “حرب أمريكا لإحلال السلام والاستقرار في هذا البلد”، وهي ذريعة لا تزال أساساً رسمياً لبقاء القوات الأمريكية في المنطقة حتى اليوم.
وأوضح المقال أن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة أنشأت معجماً كاملاً للمصطلحات لتبرير العنف الأمريكي وتحويله بعيداً عن مفهومة الأصلي، فوصفت الدول المقاومة للسياسة الأمريكية بأنها تخضع لسيطرة “أنظمة” بدلاً من حكومات، وزعمت أن الولايات المتحدة توطد الاستقرار من خلال سياستها الخارجية القوية، في حين أنها حقيقة تزعزع استقرار الدول بمجرد وجودها فيها.
وأشار المقال إلى أن العالم بأسره شهد الشهر الماضي قيام القوات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى ومهاجمة مئات المصلين واستهداف المدارس والمراكز الإعلامية والمستشفيات في قطاع غزة المحاصر ما أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف وإجبار عشرات الآلاف على الفرار، ورغم هذا الاعتداء الفاضح والواضح وضوح الشمس إلا أن بعض النقاد والمسؤولين الأمريكيين حاولوا بفجاجة التستر عليه عبر إلقاء اللوم على جهات أخرى واتهامها بتشجيع العنف ونشر الفوضى!.
وأكد المقال أن الولايات المتحدة، التي منعت محاولات الأمم المتحدة المتعددة لوقف إطلاق النار في فلسطين المحتلة بينما أعطت الضوء الأخضر لمبيعات أسلحة بقيمة 735 مليون دولار لـ”إسرائيل”، هي عامل رئيس في زعزعة الاستقرار في المنطقة بشكل عام، لكن الإعلام الأمريكي يتجاهل عبر الخلط بين مفهومي الاستقرار وعدم الاستقرار في محاولة لتسويق النزاعات التي تشارك فيها الولايات المتحدة للجمهور.
ورأى المقال أنه بمجرد أن يعي الجمهور الأمريكي ما يعنيه “الاستقرار” و”عدم الاستقرار”، سيتمكن من غربلة أكاذيب إعلامه، مشيراً إلى أن صحيفة “نيويورك تايمز” تحدثت في الآونة الأخيرة عن رحلة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إلى طوكيو لمحاولة بناء تحالف عسكري ضد الصين، مشيرة إلى أن أنشطة بكين في بحر الصين الجنوبي والشرقي “مزعزعة للاستقرار”، لكن هذه الحيلة الخطابية تصبح أكثر منطقية للأمريكيين إذا قرؤوا كلمة “زعزعة الاستقرار” على أنها تعني “تحدي الولايات المتحدة”.