بر الأمان ..!

بشهادة أهل الاختصاص و”الكار” .. لم تكن سياسة الاعتماد على المستوردات موفقة إطلاقاً، فهي إن نجحت في توفير السلع والحيلولة دون فقدانها في الأسواق لكنها تسببت بإلحاق ضرر كبير بالاقتصاد المحلي عبر هدر إمكانات قطاعاته المنتجة وتحديداً الزراعي والصناعي، واللذان يعدان جناحيه الأساسيين، عبر منافسة غير مشروعة للمنتجات المستوردة والمهربة للمنتج المحلي في عقر داره من دون وجود حماية مدروسة تقوي شوكته وتسهم بإيجاد سلع منافسة سعراً وجودة مع منتجات الغير.
على مدار سنوات الحرب على سورية ارتفعت أصوات عديدة بتطبيق وصفة الإنقاذ المضمونة المتمثلة بدعم الإنتاج والسير بخطوات مدروسة بدقة للنهوض بواقع القطاع الزراعي والصناعي تطبيقاً لسياسة الاعتماد على الذات والتخلي عن المستوردات، التي أرهقت الخزينة العامة وجيوب المواطنين، وخاصة في ظل حصار اقتصادي خانق، لكن ظل “الطناش” سيد الموقف حتى عشنا جميع الأزمات، وبالتالي فإننا اليوم مع هذا الواقع الاقتصادي والمعيشي الصعب لا خيار لنا سوى الإنتاج والعمل عبر تمكين القطاعات المنتجة ومد أهلها من فلاحين وعمال وصناعيين وتجار بكل المستلزمات المطلوبة لإنجاز هذه الغاية وتحديداً في مدينة حلب المعول على صناعتها بدور كبير للنهوض بواقع الاقتصاد المحلي خلال المرحلة القادمة، وهذا ليس مستحيلاً وخاصة أن أهل حلب معروفون بأنهم أهل إنتاج وعمل، وهذا يتطلب من صناع القرار منح العاصمة الاقتصادية الاهتمام الكافي والتعامل مع صناعتها بخصوصيتها المعهودة والعمل على حل مشاكلها المتراكمة جدياً، وحتماً عند تحقيق ذلك سنشهد تغيراً واضحاً في المشهد الاقتصادي والمعيشي، فمن المعروف أنه إذا كانت الصناعة في حلب بخير كان الاقتصاد المحلي بخير، لذا يؤمل أن تؤخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار بغية تسريع إنجاز النصر الاقتصادي وخاصة أن دعم الصناعة والزراعة يعني ضمناً كسر الحصار الاقتصادي وفشل هذا السلاح الموجه ضد الشعوب ولقمة عيشها.
دعم الإنتاج، الخيار الوحيد والأنفع لإصلاح حال اقتصادنا وتقوية ليرتنا وترميم واقعنا المعيشي، فحينما نخلع ثوب العيرة ونعود إلى تطبيق قاعدتنا الذهبية المتمثلة بأن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع سنحقق هذه الغاية حتماً وخاصة عند العمل والتعاون بين جميع القطاعات في العام والخاص، والجميع يمتلكون الرغبة في إنجاز هذا الهدف الجماعي بغية الوصول إلى بر الأمان المعيشي والانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار المنشودة.
rihabalebrahim@yahoo.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
بخسارته مع الشعلة...تشرين يودع مسابقة درع الاتحاد لكرة القدم السفير الضحاك: وجوب قيام مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي لتجنيب المنطقة حرباً مدمرة السفير علي أحمد: استمرار الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته على المنطقة يدفعها إلى تصعيد خطير لا يمكن التنبؤ بعواقبه سورية تدين اعتداءات الكيان الإسرائيلي الإرهابي عليها وعلى دول الجوار وتطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته اللجنة الاقتصادية تناقش مشروع الموازنة العامة للدولة للعام 2025.. والمداولات تتركز بشكل رئيسي على الشق الاستثماري استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة ثلاثة آخرين جراء عدوان إسرائيلي استهدف بناءً سكنياً بدمشق «الاستجابة الإنسانية» ورشة عمل بين القطاعات الحكومية في حماة والمنظمات الإنسانية الدولية خريطه يبحث مع السفير الإيراني في سورية التنسيق لتحقيق الاستجابة الطارئة للوافدين من لبنان مناقشة تنفيذ الأنشطة اللاصفية بين وزارة التربية ومنظمة اتحاد شبيبة الثورة "الصحة" تتسلم ٤ عيادات متنقلة من صندوق الأمم المتحدة