حصار مدينة الحسكة على يد ميليشيات “قسد” بدعم من الاحتلال الأمريكي، والتحريك الأمريكي لإرهابيي “داعش” في البادية السورية والعراق، بالإضافة إلى التصعيد في بعض مناطق جنوب سورية، كلها أحداث لا تنفصل عن توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة التي تبدو عدائية إلى حد بعيد، إذ لوحظ تزامن الحصار الوحشي للحسكة والقامشلي وما تم ارتكابه من جرائم جديدة بحق الأهالي هناك مع مشاغبة أمريكية على موسكو في الداخل الروسي حيث جرى استغلال موضوع نافالني الملفق لتحريك الشارع الروسي.
السيناريوهات تبدو مفتوحة، تساهم في تصعيدها وتسخينها عند الطلب جماعات وميليشيات متعددة، في الشمال والشمال الشرقي من سورية، وتقف واشنطن خلف هؤلاء في محاولة لإيصال الرسائل عن التوجهات الامريكية المقبلة.
التحرك الأمريكي على هذا النحو وبهذا الصلف، وتحريك الأدوات لن يعطي إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن عوامل قوة، فقد سبق أن اعتمدت الإدارة الأمريكية السابقة على هذه الأدوات ودعمتها بكل السبل، لأن الادوات بحاجة دائمة لمن يحميها ويدعمها، ولكن من دون أن تتمكن واشنطن من تحقيق أي من أهدافها على أيدي تلك الأدوات العميلة التي ارتضت أن تكون ألعوبة صغيرة بيد الإمبريالية الأمريكية ومخططاتها القذرة.
واشنطن اليوم تبدو في نظر المراقبين كمن يريد أن يستغل الوقت مع إعطاء زخم لجماعات الأمر الامريكي الاحتلالي، لكنها بهذا الخيار، ستجد نفسها مرة أخرى وجهاً لوجه مع الفشل الذريع، حتى وإن رغب بايدن في استعراض قوته وتأكيد وقوفه الى جانب بعض الجماعات على خلاف ترامب..
اعتقاد بعض الميليشيات بأن “الفرصة اليوم سانحة أمامها لتعزيز خياراتها والتمدد أكثر” عبر الحصار والتجويع، والاتكاء على رئيس أمريكي جديد أظهر تعاطفاً مع بعض الجماعات على خلاف ترامب، سوف يؤدي وفق تقديرات الكثير من المراقبين لخسارة هذه الجماعات رهاناتها، والتجارب ماثلة حولهم.
وسط هذا يبقى رئيس النظام التركي رجب أردوغان قناص فرص وعنصر تهديد دائماً، وتصعيد تنظيماته الإرهابية من “جبهة النصرة” وغيرها في إدلب لجرائمها عبر استهداف مناطق في إدلب وأرياف حلب واللاذقية وحماة ما هو بنظر المراقبين، إلا من باب المشاغبة ومحاولة الضغط على موسكو ودمشق، ولكنها ليست إلا محاولات يائس مدمن على السلوكيات العدوانية.