وعود بايدن واختبار اليمن
عودتنا الإدارات الأمريكية السابقة خلال الحملات الانتخابية والسباقات إلى كرسي البيت الأبيض على سماع الكثير من الوعود الرنانة حول “تحقيق العدالة الاجتماعية وحل المعضلات الدولية وفق قوانين الأمم المتحدة”, وعودتنا أيضاً على أن هذه الوعود تذهب أدراج الرياح فور تسلم الإدارة الجديدة مهامها من الإدارة السابقة.
يبدو أن المطيات التي توضع بين أيدي الرؤساء الأمريكيين تفرض عليهم نهجاً لا يستطيع الخروج عن المنحنى الإستراتيجي للسياسة الأمريكية التي تقوم على مبدأ الهيمنة والتسلط وتغليب المصالح الخاصة على كافة ما سواها بما فيها القوانين الدولية وحقوق الإنسان وسيادة الدول واستقلالها.
الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، كغيره من الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه، أطلق خلال حملته الانتخابية وعوداً كثيرة حول إصلاح ما أفسده سلفه دونالد ترامب فيما يخص السياسة الأمريكية على المستوى العالمي بشكل عام وعلى منطقتنا العربية بشكل خاص.
قد يكون اليمن وما يعانيه من كارثة إنسانية لا سابقة لها تطول كل أبنائه، قوامها المجاعة والفقر والمرض ونقص الأدوية والأغذية، بل انعدامها بسبب إصرار تحالف العدوان السعودي على منعها عن هذا الشعب الفقير وبدعم وتأييد ومشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية الآمرة الناهية فيما يقدم عليه تحالف العدوان أو ما لا يقدمه عليه.. نقول قد يكون اليمن الاختيار الأكثر إلحاحاً لمدى صدقية وعود بايدن بإنهاء العدوان عليه وردع المعتدين عن التمادي أكثر في إجرامهم ومجازرهم بحق الحياة في هذا البلد السعيد الذي جعل منه عدوان بني سعود مرتعاً للتعاسة والعوز والفقر والمرض والوباء.
في كل الأحوال إذا صدق بايدن فيما أطلقه من وعود وتعهدات بإنهاء الحرب على اليمن فإن ذلك سيكون بمثابة خرق للمألوف عن سابقيه، وإذا لم يصدق وهو المرجح فإننا نقول كما أكدنا سابقاً: إننا تعودنا على الوعود بأنها مجرد وعود وأكاذيب هدفها في النهاية تسويق السياسة الأمريكية وذر الرماد في عيون المتأملين عكس ذلك.