نزاع انتخابي!

استبق المرشح الجمهوري دونالد ترامب, كما كان متوقعاً, نتائج الانتخابات الرئاسية, بإعلان فوزه من دون سند قانوني، وزعم أن الانتخابات «تُسرق منه بممارسات احتيال هائلة», رغم عدم اكتمال فرز الأصوات في عدد من الولايات التي قد تحسم الفائز في الانتخابات، وهو السيناريو الذي يزيد من حدّة التوتر الذي يسود المشهد العام في أمريكا, وقد يؤدي إلى دراما قانونية وسياسية من خلال لجوء ترامب ومنافسه «الديمقراطي» جو بايدن إلى القضاء لحسم نقاط الخلاف حول فرز الأصوات التي وصلت عبر البريد.
وبانتظار استكمال فرز الأصوات والإعلان بشكل رسمي عن نتائج الانتخابات، الذي يحتاج بعض الوقت, لا يزال المرشحان يتقاذفان الاتهامات بـ«التدخل» في نتائج الانتخابات، حيث تنبع معظم التحديات القانونية من زيادة في التصويت بالبريد والتصويت الغيابي بسبب الوباء.
ليس خافياً على أحد أن السبب الحقيقي وراء رغبة ترامب في إبطال البطاقات البريدية, هو أن التصويت عبر البريد يستخدمه «الديمقراطيون» أكثر من«الجمهوريين»، وعليه فإن ترامب يسعى لتقويض هذا التصويت للفوز بنسبة أعلى من الأصوات التي تم فرزها .
الخطير في «تغريدات» ترامب أن «الانتخابات تُسرق منه بممارسات احتيال هائلة», في إشارة إلى «الديمقراطيين», أنها تأتي في فترة تتسم بالتوتر الهائل في مجتمع أمريكي يسوده الانقسام العميق، فبدلاً من أن يدعو الجميع إلى التحلي بالهدوء فقد حفزت تصريحاته الاستفزازية أنصاره للقيام برد فعل عنيف في الولايات التي لم يفز فيها, خاصة أن السلاح ينتشر على نطاق واسع، ومعه البلطجة والتهديد، إضافة إلى استعادة ذكريات الحرب الأهلية والدعوات إلى انفصال بعض الولايات.
كل ما يرشح عن المشهد الانتخابي الأمريكي حتى الآن, يشي بأن ترامب لن يسلّم بالأمر السهل بنتائج الانتخابات, التي تحتاج بعض الوقت ليتم إعلانها بشكل رسمي، لكنها تشير حسب عمليات فرز الأصوات في عدد من الولايات إلى تقدم بايدن, بل سيعمد إلى إثارة الشارع من خلال ترويجه لسيناريو «التزوير» وعزمه على التوجه إلى المحكمة العليا للبت بنتائج الانتخابات، ما يعني أن النزاع الانتخابي بين المتنافسين سيتم حسمه عن طريق القضاء لحسم نقاط الخلاف حول فرز الأصوات البريدية.
وحسب الدستور الأمريكي, فإن أي نزاع انتخابي في«الكونغرس» يجب أن ينتهي قبل انتهاء فترة الرئيس الحالي وهو 20 كانون الثاني، وعليه فإنه إذا لم يعلن «الكونغرس» عن الفائز بمنصب الرئيس أو منصب نائب الرئيس بحلول ذلك الوقت، فإن رئيس مجلس النواب سيكون الرئيس بالإنابة, وتشغل هذا المنصب حالياً«الديمقراطية» نانسي بيلوسي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار