ضعاف نفوس
تبذل الجهات المعنية أقصى جهودها لتأمين الخدمات للمواطنين ضمن الإمكانات المتاحة والمحدودة في ظل الظروف الضاغطة على بلدنا واقتصادنا، ويتفهم الكثير من المواطنين ما تعانيه هذه الجهات من صعوبات في سبيل تأمين حاجياتهم الخدمية والمعيشية.
لكن عندما يقوم عدد من الفاسدين بالاستفادة من ضعاف النفوس في دوائرنا الخدمية يولّد ذلك شعوراً بالمرارة من متلقي الخدمات الآخرين الذين يصبحون مضطرين للمقارنة بين ما يصلهم من خدمات وما يصل للقادرين على شراء الذمم، ما يولد شعوراً بالإحباط وعدم المساواة ويدفعهم للبحث عن أي ثغرة لمخالفة الأنظمة والقوانين..
وعلى سبيل المثال فهناك الكثير ممن يستفيدون من الخطوط المعفاة من التقنين الكهربائي حول الأفران والمستشفيات وبعض المراكز الحيوية ليقوموا بمد خطوط إلى منازلهم ومنشآتهم لتبقى مضاءة في ضمن الظلام في مناطقهم، وفي كثير من الأحيان يكون ذلك بالتعاون مع بعض ضعاف النفوس من موظفي الكهرباء , وفي أحيان كثيرة تتم سرقة خطوط كهربائية من منشآت عامة تشغل مولداتها أثناء فترة انقطاع الكهرباء.!!
أحد الموظفين في دوائر الكهرباء يقول: راقبنا أحد المطاعم القريبة من مركزنا لأن جميع أجهزته وإنارته تبقى قيد التشغيل في أوقات التقنين رغم عدم وجود كهرباء في كامل المنطقة وعدم تشغيله لمولدة كهربائية، ليتبين لنا أنه قام بمد كبل كهربائي من مولدة مركزنا…!
وأكثر ما يثير غضب المواطنين قيام بعض المستفيدين من هذه الأمور غير القانونية ببيع “اشتراكات” لجيرانهم مقابل مبالغ مالية كبيرة!
لا نريد تحديد شخص معين أو منطقة محددة تجري فيها هذه المخالفات فأي شخص يمكنه مشاهدة الأكبال الممدودة في الشوارع من دون أي تمويه أو خوف، وهذا يتطلب من وزارة الكهرباء متابعة هذه الظاهرة وقمعها، ومعاقبة المستفيدين منها من الجانبين وكذلك الأمر بالنسبة للمنشآت التي تشغل مولدات ضخمة ويستغلها بعض الموظفين لبيع الكهرباء لجيرانهم، لأن مثل هذه الأمور كما ذكرنا تضعف إيمان المواطنين بالقوانين لأنها فساد .