إهمال الاستجابة للإصلاح في عهد النظام البائد أبقى أجهزة مشفى درعا الوطني معطلة
الحرية – وليد الزعبي:
حُيّدت خدمات معظم الأجهزة الطبية النوعية في مشفى درعا الوطني منذ سنوات، وذلك نتيجةً لوضعها المتردي وتكرر أعطالها وعدم استجابة الشركة المتعاقد معها مركزياً في عهد النظام البائد لعمليات الإصلاح، وإن قامت بها بعد انتظار لوقت طويل، فهي لم تكن بالمستوى المطلوب، بل كانت أشبه بالإصلاحات الوهمية، بدليل أن الجهاز كان يتعطل بعد فترة وجيزة لتبدأ دوامة المطالبة من جديد بالإصلاح، وعلى ما يبدو أن الإصلاح الهش كان مقصوداً لكي تتكرر الأعطال ويستمر صرف أموال تفوح منها رائحة الفساد لقاء تلافيها المؤقت من الشركة المتعاقد معها.
مدير مشفى درعا الوطني الدكتور عبد المعين الربداوي كشف في تصريح لصحيفة الحرية، أن جهاز المرنان المغناطيسي معطل منذ عام ٢٠١٢ أي منذ بدء الثورة، وقد تمت مراسلة الوزارة حينها وبعدها لعدة مرات لإصلاحه، لكن من دون أن تكون هناك أي استجابة، حتى أنه تم أخذ قطع منه لصالح أجهزة في محافظات أخرى، ما جعله في حال لا تقبل الإصلاح أبداً، علماً أن مثل هذا الجهاز له دور حيوي جداً في تشخيص الكثير من الحالات المرضية النوعية.
كذلك فإن جهاز تفتيت الحصيات تعطل أكثر من مرة، ولم يستجب لإصلاحة إلا بشق النفس، وآخر مرة تعطل قبل أكثر من سنتين اثنتين وبقي كذلك إلى الآن من دون إصلاح، بالرغم من المراسلات المتعددة للوزارة حينها لعلها توجه الشركة الخاصة المتعاقد معها للقيام بعملية الإصلاح، لكن من دون جدوى، الأمر الذي حرم المرضى من الحصول على العلاج المجاني وأجبرهم على اللجوء لتنفيذ جلسات تفتيت الحصيات في القطاع الخاص متحملين كلفاً مالية باهظة جداً.
والحال وفق مدير المشفى يقاس على جهاز البانوراما للفكين، حيث إنه معطل منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولم تجد كل المراسلات المطالبة بإصلاحه نفعاً، وهذا ما حرم المواطنين من الانتفاع بخدماته لجهة التصوير البانورامي الشعاعي للفكين والمهم جداً قبل البدء بعلاج معظم الحالات المرضية للأسنان.
ولفت أيضاً إلى أن جهاز الطبقي المحوري الحيوي في تشخيص العديد من الأمراض كثيراً ما يتعرض للأعطال لقدمه، ما يدخل إدارة المشفى في دوامة متابعة إصلاحه التي لا تتم إلا بعد وقت طويل واتصالات ماراثونية.
ولم يغفل مدير المشفى التطرق لواقع أجهزة غسيل الكلى، حيث إن معظمها قديم ومتهالك ، ما يجعلها أيضاً عرضةً لكثرة الأعطال، بشكل يربك العمل في قسم الكلية الاصطناعية ويؤخر أحياناً تنفيذ جلسات المرضى، وخاصةً أن عملية الإصلاح غير متاحة أو مستجابة كلما اقتضت الضرورة على غرار ما يحدث إزاء باقي التجهيزات آنفة الذكر.
وعبّر د.الربداوي عن تفاؤله بأن هذا الواقع المتردي لن يستمر في عهد الإدارة الجديدة لسوريا، حيث إن هناك متابعة حثيثة واهتماماً كبيراً للنهوض بواقع الخدمات التي يقدمها القطاع الصحي، والذي يعد أحد دعاماته الأساسية تأمين الأجهزة الطبية الحديثة بدل القديمة المتهالكة، وإصلاح تلك المعطلة بشكلٍ مجدٍ من خلال استخدام قطع تبديلية بمواصفات جيدة، تتيح ديمومة عملها لأكبر فترة زمنية من دون أن تتعطل بمدد قصيرة.