بعد المنحة الإسعافية هل بدأ القطاع الصحي في السويداء بالتعافي؟

الحرية- سهى الحناوي:

عانى القطاع الصحي في محافظة السويداء في عهد النظام البائد من الإهمال الشديد، كالنقص في الأدوية وتعطل الأجهزة، ولاسيما الرنين المغناطيسي والطبقي المحوري، إضافة إلى تعطل سيارات الإسعاف وقدمها، ولكن اليوم وبعد زوال النظام المجرم حصل هذا القطاع على منحة صحية إسعافية مقدمة من المحافظة تقدر بـ  2.3 مليار ليرة سورية.

د. قندلفت: المنحة ستنعكس إيجاباً على الواقع الصحي

منحة إسعافية في وقتها

مدير صحة السويداء الدكتور أسامة قندلفت، أكد لصحيفة الحرية أن المنحة  تهدف إلى دعم القطاع الصحي في جميع المستشفيات على ساحة المحافظة

” السويداء- شهبا- سالي- صلخد”، لمواجهة التحديات الطارئة في ظل الظروف الراهنة وارتفاع الطلب على الخدمات الصحية. وهي ستنعكس  إيجاباً على الواقع الصحي، ولاسيما بعد إلغاء تخصيص المشافي كهيئات مستقلة وإتباعها لوزارة الصحة،  بدءاً من تحسين جودة الخدمات الطبية وتوفير الأدوية والمستلزمات اللازمة لدعم بعض الأقسام تلبيةً للاحتياجات الضرورية. لافتاً إلى أن المديرية قامت بوضع خطة مدروسة لتقييم وتأمين المستلزمات الأكثر احتياجاً، حيث شملت: تأمين الأدوية النوعية كمواد التخدير وسيرومات ومواد ظليلية، وتوفير بعض المستلزمات الطبية الأساسية لدعم أقسام المشافي كافة، إضافة لصيانة بعض الأجهزة الطبية التي تقدم خدمات كبيرة لمراجعي المشافي، شملت تأمين بطاريات للرنين المغناطيسي عدد /30/، إضافة لتجهيز قسم أطفال جديد بكلفة 800 مليون، والمطالبة باستقدام أجهزة غسيل كلية جديدة، فالقسم يحوي 24 جهازاً، 10 أجهزة في طور الصيانة والبقية تعمل، مع تقديم 300 جلسة شهرياً، أي ما يقارب 9 آلاف جلسة سنوياً لـ300 مريض.

كما نوه بتزويد المطبخ بما يلزم من مواد خاصة بالإطعام من مواد غذائية مختلفة منها “البقوليات والأرز واللحم وغيرها”. إذ تم تقديم 300 مليون لإطعام 400 مُطعم بمشفى السويداء بين مرضى ومناوبين، و80 مُطعماً بمشفى صلخد، و25 مُطعماً بمشفى سالي،  و50 مُطعماً بمشفى شهبا. كما تم تأمين نقل مجاني لمدة شهر للعاملين في مشافي صلخد وشهبا وسالي من ضمن المعونة.

د. أتمت: تم تقديم دعم مادي لتأمين كافة المستهلكات والمستلزمات الطبية لمدة شهر تقريباً 

75 ألف خدمة شهرياً

من جانبه، أوضح  مدير المشفى الوطني بالسويداء الدكتور سلام أتمت أن إجمالي الخدمات المقدمة وسطياً يصل إلى 75 ألف خدمة شهرياً، موزعة بين جلسات غسيل كلية- تحاليل مخبرية- عمليات جراحية وغيرها، وعدد الأسرّة 365 سريراً، و71 طبيباً اختصاصياً موزعين على جميع الأقسام.

ونوه أتمت بأن نسبة الإشغال قد تصل في بعض الأقسام إلى 120% كقسم الأطفال، وذلك بسبب صغر المكان، إضافة لتفعيل العيادات الخارجية الشاملة للحالات التي لا تستدعي قبول مشفى تتضمن “عيادة جراحة عظمية- بولية- عصبية- جراحة عامة وعيادة أذنية”.

وبالنسبة لبعض المنغصات والمشكلات التي يعانيها القطاع الصحي، كان أهمها كثرة المراجعين، ولاسيما الضغط الكبير على جهاز الرنين المغناطيسي، والسبب توجيه طلب فوري من الأطباء لصورة رنين كوسيلة أولى لتشخيص المرض والذي ربما يحتاج لصورة شعاعية فقط او تحليل طبي، فالجهاز يقدم 25 صورة يومياً ، وقراءة ال CD بين أتمت أنها تحتاج لطبيب أشعة متمكن، وهذا الطبيب غير موجود في المشفى، لذلك يلجأ المرضى للاستعانة بالمراكز الطبية الخاصة وهي مكلفة نوعاً ما.

نقص كبير بالمستلزمات الطبية

أما ما يخص قسم العمليات الجراحية، فنوه  أتمت بأنه وبسبب النقص الكبير بالمستهلكات الطبية أيام النظام البائد، تراجع أداء قسم العمليات، و لا سيما بوجود طبيب واحد فقط، أما وبعد زيارة القائم بأعمال وزارة الصحة الدكتور ماهر الشرع، فقد تم تقديم دعم مادي لتأمين كافة المستهلكات والمستلزمات الطبية لمدة شهر تقريباً ، إضافة للوعود المقدمة من قبل وزارة الصحة للأطباء بتقديم بدل تنقلات وبدل إطعام، إضافة لزيادة الأجور.

د. كيوان: تم تأمين كل ما يلزم لبنك الدم من أكياس فارغة وفاصلات وجميع الزمر متوفرة 

نقص بأطباء الاختصاص

المدير الطبي في المشفى الوطني الدكتور طارق مقلد بين لصحيفة الحرية أن عدد الأطباء الاختصاصيين في المشفى 71 طبيباً، موزعين على كافة الأقسام بنسب متفاوتة. فمثلاً المشفى يعاني من نقص باختصاص جراحة أوعية و جراحة صدرية حروق، ووجود طبيب كلية واحد فقط وطبيب جراحة عامة، ما ينعكس سلباً على عمل المشفى وتحويل عدد من الحالات التي تحتاج لاختصاصي إلى مشافي دمشق لمتابعة علاجها.

ويضيف مقلد: إن معظم الأطباء يتجهون للعمل بالقطاع الخاص بسبب ضعف الأجور، ما يؤدي إلى فشل القطاع العام.

الدم متوافر

بدوره، رئيس قسم بنك الدم في المشفى الوطني الدكتور مرهف كيوان أوضح أن تبعية بنك الدم كانت سابقاً لوزارة الدفاع كهيئة مستقلة، أما اليوم فأصبحت تتبع لوزارة الصحة، والقسم يضم 9 عاملين بين عسكريين ومدنيين معظمهم تم توقيفهم عن العمل حالياً بانتظار التسوية الخاصة بالموظفين، إلا أنهم- والحديث لكيوان- ما زالوا يمارسون عملهم بكل جد، فهم عناصر نشيطون وفاعلون، ومعظمهم لديهم خبرة تتجاوز 23 سنة ونحن متمسكون بهم.

فبنك الدم في الوقت الحالي وبعد سقوط النظام البائد يعمل بوتيرة عالية، ومن خلال المعونة الطبية المقدمة من المحافظة، تم تأمين كل ما يلزم من أكياس فارغة وفاصلات، إضافة لتوفر جميع الزمر.

200 استشارة بومياً

رئيس قسم الأطفال في المشفى الوطني الدكتور وليد حمزة، أشار للجهود المضاعفة المقدمة في هذا القسم، الذي يقدم حوالي 150- 200 استشارة يومياً للأطفال ما دون 13 سنة، فالقسم يضم 9 أطباء اختصاصيين و5 مقيمين، وريثما يتم الانتهاء من عمليات الترميم، تم نقل قسم الأطفال الحالي إلى قسم العصبية الذي يحوي 4 غرف فقط و9 حواضن، وخلال أيام قليلة سيتم الانتهاء من تجهيز قسم أطفال جديد يحوي 42 سريراً، مطالباً بدعم القسم أكثر، ولاسيما في فترة الأمراض الموسمية.

تأمين احتياجات القطاع الصحي

رئيس دائرة المهن الصحية- مأمون كحل بين كيفية توزيع المنحة الإسعافية المقدمة في تأمين احتياجات قطاع الصحة وتصليح الأجهزة المعطلة، حيث تم إصلاح طاولات عمليات مختلفة، وصيانة محطة توليد بمشفى شهبا الوطني ومضختين رأسيتين ثلاثية الطور لزوم مراجل البخار في المشفى الوطني بالسويداء، وتأمين أوكسجين سائل /600/ كيلو للخزان وأسطوانات كبيرة عدد 200 منها بسعة ( 100) و( 26) صغيرة، وتأمين النواقص من الأدوية، مثل أدوية التخدير وأدوية الكلية وأبر الحديد ودواء “الألبومين” لمرضى الحروق، وهو مكلف جداً، وأدوية نوعية مثل “الميروبينين” صادات حيوية عالية التكلفة أيضاً، إضافة لإصلاح جهاز الأشعة القوسية، وغسالة كهربائية وغاطس تابع لمشفى صلخد، وتصليح 10 سيارات إسعاف، وأيضاً تزويد 4 مشافي بالإطعام للمرضى والمناوبين. كما تم شراء قرطاسية، ولاسيما ورق أضابير المرضى. إضافة لإعادة توزيع سيارات الإسعاف بعد تجهيزها على المراكز الطبية وحسب المسافة في كل من “السويداء- صلخد- ملح- الغارية- القريا- سالي- عريقة- شهبا والصورى”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار