من إعلام العدو.. محلل إسرائيلي: مقولة “الانتصار المُطلق” غير موجودة إلّا في خطاب نتنياهو الكاذب

تشرين- غسان محمد:

شكّك المُحلل في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم برنياع، بقدرة المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية على إدارة الحرب على غزة، متسائلاً عن جدوى التهديدات التي يكررها المسؤولون الإسرائيليون، وتوسيع الحرب إلى جبهات أخرى، وخاصة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، كما تساءل برنياع، عن جدوى التهديدات التي يكررها وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غلانت، ضد “حماس” وحزب الله وسورية وإيران، وما إذا كانت هذه التهديدات جزءاً من عمله، أم أنها تأتي على قاعدة “أنت تهدد فأنت موجود”.

وأضاف، في المحصلة، لا يمكن التأكد من الجهة التي يهددها غلانت هل يهدد الإيرانيين أم يهددنا نحن…؟

وأضاف برنياع، أن “إسرائيل” كانت تسعى إلى اغتيال زاهدي منذ فترة طويلة، لكن، نأمل أن مَن قرر إطلاق الصاروخ على القنصلية الإيرانية في دمشق، قد أجرى حسابات كاملة، حول الفائدة التي يمكن أن تحققها هذه الخطوة مقابل الضرر.

ورأى برنياع، أن “إسرائيل” غارقة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، في حرب متدحرجة، تُدار بالأمنيات من دون وجود استراتيجية.

أضف إلى ذلك، أن إمكانية تحقيق مقولة “الانتصار المطلق” غير موجودة، إلا في خطاب نتنياهو الكاذب، وما يؤكد ذلك، حقيقة أنه مرّت أشهر عدة من دون أية بشائر، فيما تشهد “إسرائيل” حالة انكماش في الشمال والجنوب، وتنتظر الضربة القادمة بكثير من الهلع.

وقال برنياع: حتى لو تغلبنا على جميع الضربات، وليتنا نستطيع ذلك، فإن الخطر الأكبر في المدى البعيد هو خسارة الولايات المتحدة، فضلاً عن حصول تحولات تاريخية لا يمكن تصحيحها. فالحلف الذي نشأ واستمر طيلة 100 عام، وشمل الرأي العام وجميع المؤسسات السياسية الأميركية، يمكن أن ينهار ويتحطم أمام أعيننا.

وأشار برنياع، إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كانت تعتقد أن “حماس” ستنهار تحت الضغط العسكري، ما سيدفع حزب الله إلى التراجع، لكن هذا لم يحدث، وإنما حدث أمر آخر مختلف أدى إلى تهجير مليون ونصف مليون فلسطيني من غزة، وضائقة إنسانية حقيقية، احتلت صورها شبكات الإنترنت، وقوّضت تأييد العالم لـ”إسرائيل”، التي أصبحت شبيهة لجنوب إفريقيا في عهد الأبارتهايد.

وحمّل برنياع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مسؤولية التداعيات الخطرة التي ستترتب من جراء الأزمة الإنسانية في غزة، على الساحة الدولية، بسبب رفضه تسريع المساعدات الإنسانية، ومسؤوليته عن وقف جولات مفاوضات لإطلاق الأسرى، وتحويل احتلال رفح إلى مشكلة مع جميع الدول الغربية، ومسؤوليته عن المواجهة المتصاعدة مع الإدارة الأميركية، بالتالي، فيما يتظاهر الإسرائيليون ضد نتنياهو، ففي العالم يحتقرون نتنياهو.

وختم برنياع قائلاً: في ضوء كل هذا، ربما حان الوقت لإجراء حساب التكلفة مقابل الفائدة، ومعرفة ما يمكننا تحقيقه من استمرار القتال في غزة، وماذا سنخسر في المقابل؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار