عشية رأس السنة.. أسعار الخضار واللحوم تحلّق عالياً والاحتفال لشريحة “خمس نجوم”

اللاذقية- صفاء إسماعيل: 

عشية الاحتفال برأس السنة الميلادية، سجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً غير مسبوق في أسواق اللاذقية، وتفاوتاً بين محل وآخر لا يبعدان عن بعضهما سوى أمتار قليلة،  لتجعل من الخضار والفواكه عصيّة على أصحاب الدخل المحدود، كما اللحوم البيضاء والحمراء، ما دفع بالقدرة الشرائية للمواطن لشدّ الأحزمة أكثر من قبل، والشراء بـ”الحبة والحبتين” لزوم طبخة اليوم بالمكونات النباتية طبعاً.

داخل محال بيع الخضار والفواكه، الحركة جيدة للزبائن الذين يقبلون على شراء الخضار بـ”الحبة والحبتين” في ظل أسعار وصفها البعض بالجنونية، لكن لا غنى عنها لتأمين لقمة العيش، مؤكدين في حديث لـ”تشرين” أن أي طبخة بأقل المكونات وأرخصها، باتت تكلفتها أكثر من 50 ألف ليرة، فيما الراتب الشهري لا يكفي لأسبوع واحد مع اتخاذ جميع الحيل التوفيرية الممكنة في ظل غلاء المعيشة.

وأضافوا: كنا استغنينا عن اللحوم البيضاء والحمراء، وأصبحنا نباتيين في طعامنا مجبرين ولسنا مخيّرين، لكن حتى أصناف الخضار باتت أسعارها كاوية، مدللين بكيلو الفاصولياء الخضراء الذي وصل سعره إلى 20000 ألف ليرة، والفليفلة الخضراء 12000، البطاطا 6500، البندورة 8000، الخيار 7000، الكوسا 15000، الباذنجان 8000 ليرة.

وعلى غرار أصناف الخضار،  سجّلت الفواكة ارتفاعاً مشابهاً، حيث يتراوح كيلو الموز بين 18000-20000 ليرة، الحمضيات بأنواعها بين 3500-5000، التفاح بين 10000- 12000 ليرة.

ولفت المواطنون إلى أن أسعار البسطات تبقى أوفر للجيب عن المحال، لكن ما يجري في أسواق الخضار والبسطات، هو أن البائع يمنع الزبون من “التنقاية” حيث يقوم بالتعبئة بنفسه ومن الجهة المقابلة له والتي لا يراها الزبون، ثم يقوم على عجل بربط الكيس وإعطائه للزبون بعد أن يأخذ المال، ليتفاجأ الزبون برداءة الخضار التي وضعت له في الكيس.

وأكد المواطنون أن انفلات الأسعار وتفاوتها بين محل وآخر، يعود إلى العطلة الرسمية الطويلة حتى بداية العام الجديد، وغياب الرقابة التموينية عن الأسواق، ما أدى إلى فلتان الأسعار التي يدفع المواطن وحده ثمنها.

وأشار المواطنون إلى أن الأسعار ستشهد ارتفاعاً تدريجياً كلما اقتربت ليلة رأس السنة، مؤكدين أن الناس تشتري لتأمين طبخة لأولادها، وليس للاحتفال برأس السنة الذي يقتصر على القلّة القليلة الذين يملكون المال للاحتفال، سواء خارج المنزل أو داخله وإعداد المشاوي و”حباشاتها”.

وعلى سيرة المشاوي، سجّلت اللحوم بدورها ارتفاعاً جديداً يحاكي نهاية العام، حيث سجل سعر كيلو لحم الغنم 155000 ليرة، والعجل 140000، فيما سجّل كيلو الفروج المذبوح والمنظّف 52000 ليرة.

وأوضح المواطنون أن إعداد المشاوي لاحتفالات رأس السنة، بات طقساً أرستقراطياً، يقتصر على شريحة محدودة جداً وزبائنه خمس نجوم وليسوا من عامة الشعب، الذي إن فكر بالاحتفال برأس السنة، فإنه سيكتفي بطبق تبولة إلى جانب البطاطا المقلية، وقد تسرف بعض العائلات بإعداد “المحمّرة” أيضاً وشراء الموالح.

بدوره، أكد رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية رائد عجيب لـ”تشرين” أن دوريات التموين موجودة على مدار الساعة في أسواق المحافظة، تراقب الأسعار وحركة البيع والشراء، حيث يتم تنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين.

وأكد عجيب أن المديرية تستقبل شكاوى المواطنين في حال تعرضهم للغش والغبن، ليصار للتحقّق من الشكوى وإعادة الحق لأصحابه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار