الصرف الصحي يستبيح عشرات الدونمات في السويداء.. وضعاف النفوس يستغلونها لري المزروعات

السويداء – طلال الكفيري:
أبقى خلو مدينة السويداء من محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، رغم وجود  دراسة لها معدّة منذ ثمانينات القرن الماضي، المياه الآسنة المستبيح الدائم لعشرات الدونمات من الأراضي الزراعية الكائنة غرب مدينة السويداء، وصولاً إلى أراضي قرى الثعلة والأصلحة والدارة، ما دفع ضعاف النفوس من المزارعين البعيدين كل البعد عن “كار” الزراعة والفلاحة، لإرواء هذه الأراضي  بمياه الصرف الصحي، تمهيداً لزراعتها بالمحاصيل الصيفية والشتوية إضافة للمحاصيل العلفية “الذرة”، مستغلّين ارتفاع مبيعها في الأسواق المحلية غير مدركين الخطورة الصحية  التي تحملها الخضار المنتجة في هذه الأراضي لمستهلكيها، وخصوصاً أنها تباع ضمن الأسواق المحلية، من دون أي رادع أخلاقي عند من أتوا بها إلى هذه الأسواق، والضرر التي تحمله المحاصيل العلفية للثروة الحيوانية، ومستهلكي لحومها من الأهالي.
وفي هذا السياق، أوضح مدير الشؤون الصحية في مجلس مدينة السويداء  وخبير اللحوم، الدكتور  مروان عزي  لـ” تشرين” ، أن تغذية  المواشي بالمحاصيل العلفية المروية بالصرف الصحي، بالتأكيد لها انعكاسات سلبية على صحة المواشي التي تتغذى من هذه المحاصيل، لكون هذه المياه تسبّب لها مشكلات مرضية، وجرثومية، وطفيلية، وفيروسية، حيث ينتقل المرض للمواشي، وبعدها للإنسان، وذلك عن طريق استهلاك منتجاتها من اللحوم والألبان، والأجبان.
وأشار إلى أن أخطر الأمراض، تأتي عن طريق التسممات الثقيلة، مثل الكلور والرصاص والكادميوم، حيث ترتفع نسبة العناصر في  المحاصيل العلفية، المروية بالصرف الصحي، وعند تغذية الحيوانات بها تترسب بأعضاء جسمها، لتفرز بمنتجاتها.
من جانبه، ذكر مدير شؤون البيئة في السويداء المهندس رفعت خضر  لـ”تشرين” أن إرواء المزروعات بمياه الصرف الصحي له أضرار بيئية وأخطار صحية، والحل الوحيد يكمن بإحداث محطة معالجة غرب مدينة السويداء، فمن دون هذه المحطة تبقى الأودية والأراضي الزراعية المصبّ الدائم لهذه المياه.