البحث عن الأرخص يتوعّد المستهلك بنتائج وخيمة على صحته… سوق المنظفات تكوي مستخدميها بمواد خطيرة

تشرين- وداد محفوض:
وصلت آثار ” الأوراق المختلطة في أسواقنا إلى المنظفات، التي شهدت ارتفاعاً غير مسبوق بأسعارها، و كانت سبباً رئيساً لتصنيع أنواع رديئة ومخالفة للشروط الصحية مع غياب الرقابة عليها وغياب الترخيص، إذ تُطرح كميات كبيرة من المنظفات اليوم بكافة أنواعها على البسطات والأرصفة وسط غياب مريب للرقابة الصحيّة.
“تشرين” رصدت الواقع في الأسواق بعد تلقيها عدة شكاوى من تدني جودة التصنيع للكثير من المنتجات التي تباع تحت أسماء شركات جديدة لم تكن معروفة من في طرطوس، وبعضها يعبأ بعبوات فارغة لأنواع معروفة وعليها لصاقات الجودة ومطابقة المواصفات.

البحث عن الأرخص
وفي جولة بأسواق طرطوس التقينا المدرّسة سراب محمد (36 عاماً) والتي أكدت بأنها بعد استخدام أحد أنواع شامبو (غسول الشعر) تضرر شعرها بشكل كبير، علماً أن سعره لا يقل عن أسعار المنتجات المرخصة إلا بشيء بسيط.

مع غياب “الرقابة”.. استخدام المنتجات المخالفة للمواصفات يسبب أمراضاً خطيرة

وأضافت محمد: إنها عند محاولة إعادة العبوة للبائع رفض هذا بحجة إنه بائع مفرق وليس له علاقة بسوء التصنيع، وقد اشترى المنتج من الوكيل الرسمي للشركة، والحال نفسه ينطبق على جميع أنواع المنظفات
كما أكدت أم إبراهيم وهي أم لثلاثة أطفال أنها تشتري من هذه المنتجات وتجدها رخيصة وتتناسب مع دخلها، وأما عن فاعليتها تضحك وتقول “ماشي حالها” لأن الغلاء يمنعها من شراء العبوات ذات الاسم المعروف فليس من المنطقي أن تدفع نصف راتب زوجها ثمن منظفات.

بعضها يسبب الحروق
بدورها بينت آية عيسى، طالبة جامعية، إنها اشترت مجموعة “شامبويات” للشعر والجسم من محل في حيها فكانت أرخص من السوق بشكل كبير ..
وأضافت في حديثها أنها “بعد تجربة صابون الجسم لمرتين شعرت بأن الجلد تحسس منه وأصابها ما يشبه الحروق ولذلك ألقيت بهم في القمامة”.
وأشارت إلى أن ما دفعها للشراء أن البائع أكّد لها أنها بضاعة “مهربة” ولكن الحقيقة أنها عبوات قديمة عليها لصاقات جديدة ومعبأة بمواد مغشوشة.
ورغم أن الجميع يبحث عن الرخص -حسب آية- فإنها أكدت قائلةً “على الشخص ألا ينظر لرخص الأشياء، لعدم وجود رقابة على تصنيعها، وحتى المواد غالية الثمن قد تدنت مواصفاتها بشكل كبير.
من جهته أكد أبو محمود هو صاحب محل لبيع منتجات التنظيف والشامبو وأيضاً لديه معمل لتصنعها، وجود إقبال كبير على منتجاته لأنه يصنعها وفق معايير جيدة كما تعلمها من مصنع عريق ذي سمعة معروفة كان يعمل به ويقول “ماحدا عم يشتكي” الجميع يريد تخفيف العبء على الجيبة.

صابون مغشوش
أما الصابون في سوق طرطوس فلا يقل ثمن القطعة منه عن 5000 ليرة، للنوع المقبولْ ولكن تنتشر أنواع صابون حتى في المحال التجارية وليس على البسطات فقط، بأسعار رخيصة تبدأ بـ 2000 ليرة للقطعة، لكنها سيئة الصنع وغير صحية فهي مصنعة من زيت القلي المكرر لعشرات المرات يتم شراؤها من مطاعم الفلافل أو صابون مصنع من مواد كيميائية فاسدة، و لها آثار جانبية سيئة على الجلد.
مخاطر كبيرة
“تشرين” توجهت بالسؤال للدكتورة زبيدة يوسف اختصاصية جلدية: هل الأنواع الموجودة في أسواق طرطوس آمنة؟ والتي أكدت ضرورة الابتعاد عن استخدام هذه المنتجات وعدم شراء أي منتجات غير موثوقة مهما كان سعرها رخيصاً، محذرة من شراء مواد تنظيف غير معلبة بشكل جيد أو تباع بالكيلو وأكياس شفافة.
تدمير خلايا الجسم
وأضافت يوسف: إن الناس لا تعلم مدى مخاطر ذلك على أجسامهم، فمواد التنظيف المصنعة بشكل بدائي أو غير خاضعة لمعايير الجودة والمواصفات العالمية قد تسبب أمراضاً قاتلة.
وأضافت: الكلور المغشوش قد يؤدي للاختناق ثم الوفاة في حال كانت الكمية كبيرة في مناطق مغلقة ولم يخلط بكمية كبيرة من الماء، وذلك بسبب ارتفاع الأوكسجين إلى أعلى ونزول غاز الكلور إلى أسفل.
وأشارت إلى أن هناك حالات إسعافية تأتي لعيادتها تعاني من اختناق وخاصة لسيدات، بسبب استنشاق كميات كبيرة من الكلور الرديء وغير الآمن للاستهلاك.

البحث عن الأرخص يدفع المواطن لشراء مواد بمواصفات متدنية

ولفتت إلى أن انتشار ظاهرة بيع أي منتج مصنع بطرق مجهولة أمر خطير جداً، وستكون له آثار وخيمة صحياً خصوصاً بما يتعلق بحروق الجلد.
ولفتت يوسف إلى أن للمنظفات السيئة أضرار قد لا تكون واضحة في الفترات الأولى للاستخدام، وإن استخدام هذه المواد بشكل مفرط يتسبب بتدمير الميتوكونداريا في خلايا الجسم، كما أن المنظفات هذه فيها مادة الأمونيا التي تتسبب بأمراض تنفسية ومشكلات بالرئة.
مواد كيمائية سامة
وبينت أن الصابون الرديء والمغشوش وكذلك المنظفات تحتوي على موادة كيميائية سامة مسرطنة، وتسبب سرطان الجلد على المدى البعيد بعد فترة طويلة من استخدامه.
ونصحت يوسف أنه في حال لاحظ الشخص أي تهيج في الجلد أو العينين أو كحة في الرئتين أو حساسية معينة فعليه اللجوء إلى أقرب عيادة جلدية لأن العلاج المبكر لمثل هذه الحالات يساعد في الشفاء العاجل .

البيوت خارج الرقابة
من جهته بين نديم علوش مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس لـ”تشرين” أنه لا يمكن رقابة البيوت لأنه يتم تصنيع المواد فيها، لكن دوريات التموين تقوم بشكل يومي ومكثف بالرقابة على محال المنظفات وتقوم بأخذ عينات مهما كان منشأ صنعها، وتحليلها وإذا كانت غير مطابقة يتم إجراء اللازم من خلال ضبط وتغريم صاحب المحل.
وأكد علوش أن هذه الظاهرة انتشرت في الأونة الأخيرة لكثرة ربحها فالنسبة قد تصل لـ1000% وخاصة مسحوق الغسيل الفرط والذي يخلط بكمية كبيرة من الملح ليزيد وزنه، ما يجعل الإقبال على هكذا صناعة كبير .
بقي من المهم معرفة رأي الجهات الصحيّة، ولماذا لم تتحرّك ولو ببيان توعية على الأقل..؟؟!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
دول عربية وأجنبية تعرب عن تضامنها مع إيران جراء حادثة الهبوط الاضطراري لطائرة رئيسي سورية تعرب عن تضامنها التام مع إيران وتمنياتها بالسلامة للرئيس رئيسي وللمسؤولين الذين كانوا معه الخامنئي: على الشعب الإيراني ألا يقلق ولن يكون هناك خلل في عمل البلاد الاتصالات والعدل تبحثان آليات تحويل بعض الخدمات العدلية إلى صيغة إلكترونية عبر منصة «أنجز» ذهبية وفضيتان لسورية في الريشة الطائرة في بطولة العرب البارلمبية بكلفة تقديرية تتجاوز 347 مليار ليرة.. إجازة استثمار جديدة لمشروع مجمع سياحي في طرطوس الصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال يوافق على إطلاق المرحلة الثانية من الدعم مجلس الشعب يناقش مشروع قانون إحداث الشركة العامة للصناعات الغذائية وزير التجارة الداخلية يذكر التجار بمسؤولياتهم المجتمعية.. ويطمئنهم : مستعدون للحوار والنقاش حول أي موضوع والتعاطي بمرونة وفق الأنظمة والقوانين بعد ملفات الفساد والتجاوزات.. هجوم شديد من أعضاء محافظة حلب على بعض المديرين.. ومطالبات بالإعفاء والتقييم المستمر