محاذير ترك الأطفال وحدهم في المنزل

تشرين د. رحيم هادي الشمخي:
قد لا يبدو واقعياً القول بضرورة ألّا يتم ترك الأطفال وحدهم في المنزل، ذلك أن الظروف ربما تضطر كلا الأبوين إلى مغادرة المنزل وترك أطفالهما في البيت، والسؤال المهم هنا: هل تمت تهيئة الأطفال للتعامل مع وضع البقاء في المنزل من دون وجود الأب والأم؟.
المطلوب – كما يقول الخبراء الاجتماعيون- هو التأكد من استيعاب الأطفال بعض النقاط المهمة قبل إلقائهم في خضم تلك التجربة، ومن النقاط التي يقول الخبراء إنه ينبغي تدريب الأطفال على مراعاتها بشكل محكم هي: إذا طرق الباب شخص غريب فلا تفتحوا له بأي حال من الأحوال، وإذا اتصل أحد ما بالهاتف فلا تقولوا له إن الوالدين في الخارج مهما كان السبب، وتأكدوا من معرفة مكان المفاتيح الاحتياطية للمنزل لاستخدامها عند الضرورة القصوى، وفي حال حدوث طارئ يمكنكم فعل كذا وكذا للحصول على المساعدة الضرورية من الجهات المسؤولة، ومن جانب آخر فإن المعرفة شيء والتطبيق العملي شيء آخر، وكثيراً ما يكون الأطفال على علم بكل ما يتعين فعله، إلّا أنهم في المواقف الفعلية يتصرفون على نحو مختلف، وليس هناك عمر معين، يمكن القول إن الطفل قادر فيه على فهم تلك التعليمات وتطبيقها بكفاءة، وتعد مشكلة ترك الأطفال في المزل من المشكلات العصرية، وخصوصاً في ظل اضطرار الزوجين إلى العمل المأجور للحصول على دخل يكفي للوفاء بتكاليف العيش، والمعروف أنه ليس باستطاعة الجميع توظيف مربية للطفل في فترة غياب الوالدين، الأمر الذي يضطر البعض إلى إرسال أطفالهم إلى الحضانات ومراكز الرعاية، لكن المشكلة تبرز ليس في أوقات الدوام، بل في المشاوير الطارئة، حين تضطر الأم للخروج من دون اصطحاب الأطفال، بينما يكون الزوج في عمله.
وعلى العموم يقول الخبراء: لا يجوز ترك الطفل في المنزل ما لم يبلغ الثانية عشرة على الأقل، أما إذا كان في المنزل أكثر من طفل فيمكن تركهم فقط إذا كان أكبرهم يبلغ الخامسة عشرة من العمر لكي يتمكن من العناية بنفسه وبإخوته، لكن هذه القاعدة العامة لا تصلح للتعميم المطلق، فالأمر يعتمد على الطفل نفسه وما عرف عنه من وعي وإحساس بالمسؤولية، ويعتمد أيضاً على وجود أم عدم وجود جيران قريبين ومستعدين للمساعدة في مراقبة الوضع عند الأطفال المتروكين، وبشكل عام يمكن للطفل الذي تدرب على البقاء في المنزل لبعض الوقت أن يتعود على الاعتماد على نفسه والتشاور مع الوالدين، وأن يستمع الوالدان من الطفل بعد عودتهما إلى كل ما يريد قوله بشأن الوقت الذي قضاه وحيداً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي التطبيق بداية العام القادم.. قرار بتشغيل خريجي كليات ومعاهد السياحة في المنشآت السياحية أكثر من مليار شخص يعيشون مع شكل من أشكال الإعاقة.. سورية اعتبرتها قضية وطنية وأقرّت خطتها في هذا المضمار بأربعة محاور استراتيجية أعطى العديد من المزايا لأصحاب الإعاقة ولذويهم.. المرسوم رقم 19 نقل النهج من التعاطف معهم إلى منحهم حقوقاً مشروعة