مهنة ذكورية تزاولها النساء متحديات الظروف المعيشية.. مشاهد طريفة من سوق الهال بدمشق
تشرين – إلهام عثمان:
العتالة مهنه ذكورية، لكونها تقتصر على الرجال فقط نظراً لصعوبتها وتحتاج إلى مجهود عضلي وقوة تحمل ويمتهنها بعض الرجال، ولكن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة, لم تعد هذه المهنة «العتالة» حكراً على الرجل فقط، حيث اقتحمت بعض النساء هذا العمل سعياً وراء الرزق الحلال ولتأمين قوت يومها وحاجات أطفالها، فكانت المرأة هي الأب والأم والرجل الذي يكدح لتأمين عيشه، ولتبرهن فئة من النسوة أن المرأة بألف رجل في المواقف الصعبة.
ويشير محمود الحاج علي عضو في اللجنة النقابية إلى أن المرأة لم تكن تمارس مهنة العتالة سابقاً، إلا أنه منذ عشرة أعوام بدأت النساء بمزاولة هذه المهنة لإعالة عوائلهن, حيث كنّ سابقاً يعملن في المزارع والمعامل والمشاتل في محافظتهن، ثم انتقلن للعمل في سوق الزبلطاني, لكسب الرزق.
منذ عشرة أعوام بدأت النساء بمزاولة هذه المهنة لإعالة عوائلهن حيث كنّ سابقاً يعملن في المزارع والمعامل والمشاتل في محافظتهن ثم انتقلن للعمل في سوق الزبلطاني
أضاف الحاج في تصريح لـ ” تشرين” أن العاملات يحملن أوزاناً تتراوح بين 12-14 كيلو من الخضار أو فواكه تناسب قدرتهن الجسدية، وهي أوزان خفيفة مقارنة بالأوزان التي يحملها العمال الذكور والتي تصل إلى 35 كيلو أو أكثر، مضيفاً: في حال تعرضت إحدى العاملات في العتالة لحادث ما أثناء العمل يتم علاجها في المشافي مهما بلغ سقف العلاج وتصرف مستحقاتها من أدوية, واستراحات مرضية مأجورة, على حد قوله.
وعن عدد النسوة في مهنه العتالة، قال خالد نصار عضو في اللجنة النقابية للعمال في سوق الهال الجديد: في بداية الحرب على سورية كانت نسبة النساء العاملات في العتالة تبلغ 35 % من العمال الذكور, وبدأ عددهن يتناقص في السنوات الثلاث الأخيرة ليصل 10%، وذلك لأسباب تتعلق بعدم قدرتهن على تحمل مشاق العمل والجهد العضلي، لافتاً إلى أنه في حال تعرض المرأة لإحدى المشكلات تلجأ لنا لتُحل بالطرق القانونية ليتم إنصافها.. وعن أجور العاملات، أضاف: إن الأجرة اليومية لكل عاملة 14000 ليرة, عدا المواصلات في حال الاستمرارية في العمل، وعن سؤاله كيف يتم التعامل مع المشكلة التي يمكن أن تعترض إحداهن قال: تقوم اللجنة بالتدخل وتحلها بطرق قانونية.
في بداية الحرب على سورية كانت نسبة النساء العاملات في العتالة تبلغ 35 % من العمال الذكور ثم تناقص العدد ليصل 10%، وذلك لأسباب تتعلق بعدم قدرتهن على تحمل مشاق العمل والجهد العضلي
«تشرين» جالت في سوق الهال في دمشق والتقت بعض العاملات في هذه المهنة لسؤالهن عن التحديات التي يواجهنها خلال عملهن، وفي حال إصابة إحداهن أثناء العمل، حيث قالت: شيماء: «أعمل في العتاله منذ خمسة أشهر, أما سابقاً فكنت أعمل في جمع الكرتون من القمامة تارة ونقل الفاكهه والخضار في المزارع تارة أخرى, وأتقاضى 14000 يومياً، ويبلغ عدد ساعات عملي 12 ساعة في اليوم». وعندما توجهنا إليها بسؤال عن تكاليف التنقل من مكان سكنها إلى عملها في السوق أجابت: أجرة المواصلات تقع على نفقة اللجنة النقابية للعمال، وفي حال المرض أو الحالة الطارئة مثل حادث كسر أو غيره فتكون على نفقة هذه اللجنة.
أما فتحية فقالت: أعمل في العتالة منذ 20 سنة وقد أصابني ألم في ظهري بسبب الإرهاق والوزن ولكن مازلت أعمل لأعيل أسرتي وأطفالي.
المشهد جديد نوعاً ما…فالعمالة الأنثوية في الحقل انتقلت من العمل العضلي في البساتين إلى سوق الهال، ولا فرق إلا أنهن استطعن بتشجيع وتحفيز من الظروف الصعبة أن ينتصرن ويتجاوزن حاجز الخوف من ” الوصمة” …لكن يبدو أن للضرورة أحكامها فعلاً..