جريح حرب ينتصر على «جرحه» و ينجح في مشروع (الفيرمي كومبوست).. اجتراح مصادر “الرزق الحلال” ليس مستحيلاً
تشرين- سراب علي:
ما إن استطاع أن يقف على رجليه بعد إصابته التي تعرض لها، حتى بدأ مشروعه (الفيرمي كومبوست) بعد بحث على الإنترنت استمر شهرين للإطلاع على الأبحاث والمشاريع السابقة ليضع خطة للتنفيذ.
لم ينتهِ حتى اليوم الجريح سليمان موسى من إجراء عمليات جراحية لرجله، ولكنه أصرّ على أن يكون فاعلاً، ولم يسمح لإصابته أن تقف عائقاً في حياته، حيث طرح عليه الفكرة أحد الأصدقاء المقربين، وبدأ أولى مزارعه أول الشهر الخامس من العام الماضي.
وقال موسى في حديثه لـ(تشرين): مشروع السماد العضوي أو (الفيرمي كومبوست) يناسب وضعي، فأنا مازلت أتلقى العلاج بعد إصابتي الحربية في رجلي اليمنى، وخضعت لعدة عمليات، وبدأت مشروعي في منزلي، وأحدثت سلسلة مزارع في جبلة ومنطقة اللاذقية.
بيئته متوفرة
وعن مشروعه قال موسى: يهدف إلى اعتماد السماد العضوي، بعيداً عن المواد الكيميائية، حيث تم تصنيع شاي الفيرمي، التي تغني عن المبيدات الحشرية، وأجريت عدة تجارب ضمن اللاذقية وجبلة على الخضار والبيوت البلاستيكية، وأعطت إنتاجاً وفيراً وثماراً خالية من الهرمونات والمواد الكيميائية.
المشروع يعتمد على المخلفات العضوية المنزلية (تفل المتة، والشاي، القهوة، السبانخ ملفوف، قشر الجبس..) و٦٠ % منها يعتمد على روث الحيوانات
ودلل موسى أن هذا المشروع يعتمد على المخلفات العضوية المنزلية (تفل المتة، والشاي، القهوة، السبانخ ملفوف، قشر الجبس..) و٦٠ % منها يعتمد على روث الحيوانات، مشيراً أن الدودة تفرز من جسمها مادة الكاستينغ تحول المواد إلى سماد عضوي (فيرمي كومبوست) مشيراً إلى وجود البيئات المناسبة للمشروع (الزيتون، الليمون، الدخان، الخضراوات) وكذلك نجاح المزارع في الجبال وإثبات فعاليتها على الكثير من الزراعات ومنها الزيتون المعمر.
أقل تكلفة
ولفت موسى أن بناء المزرعة استغرق أول مرة ٦ أشهر، حيث تم فتحها بمبلغ صغير، وتم شراء الدود فكان التركيز على التكاثر، وتم إعطاؤه نسبة سكريات أعلى مع بيئة معدة له، منوهاً بالجدوى الاقتصادية التي اتبعها حيث إن ١٠٠٠ دودة أي يما يعادل أقل من كيلو أعطت في السنة ٢ مليون و٤٤٥ ألف دودة.
مؤكداً أن المشروع ناجح وحصل على الصدارة في العديد من البلدان منها أميركا والصين وفرنسا والبرازيل.
استدامة المشروع تكون بتوجيه المزارع والمستثمر إلى التنوع في المدخرات وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية في التسميد والمكافحة الحيوية والاستفادة من المساحات والموارد المتاحة
وأشار موسى إلى زيادة الطلب عليه من المزارعين في جبلة، واتجاه العديد من المزارعين لبناء مزارع، فالسماد ليس له رائحة ولم يسجل أي أثر سلبي له وكذلك الدودة، فقط نقدم له بيئة مناسبة ويحتاج كل يوم ربع ساعة عمل، وتحتاج الدودة مرة واحدة إطعاماً في الأسبوع من الفضلات العضوية في المنزل.
من المشاريع المشجعة
وقال موسى: إن استدامة المشروع تكون بتوجيه المزارع والمستثمر إلى التنوع في المدخرات وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية في التسميد والمكافحة الحيوية والاستفادة من المساحات والموارد المتاحة، ويعدّ المشروع من المشاريع الصغيرة المشجعة للشباب والقادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي لصاحب المشروع بتكاليف قليلة.
منوهاً بأن مشاركته الأخيرة في معرض المنتجات الزراعية في كلية الهندسة الزراعة، كان للتشجيع على هذا المشروع، والبدء بمشاريع خاصة للطلاب وتقديم الشرح الكافي عن أهميته كمشروع اقتصادي غير مكلف ورابح ويمكن تنفيذه في المنزل.