خسارة سلتنا أمام العراق قهرت الجمهور وصدمت المتابعين
معين الكفيري:
يلتقي منتخبنا الوطني بكرة السلة للشباب نظيره اللبناني عند الساعة الخامسة عصراً في صالة الفيحاء الرياضية بدمشق في ثاني مبارياته ببطولة غرب آسيا، وفي مباراة ثانية يلتقي منتخب العراق نظيره الفلسطيني عند الساعة السابعة مساء .
منتخبنا يحتاج للفوز على لبنان للمحافظة على آماله بالتأهل لنهائيات كأس آسيا التي ستستضيفها إيران الشهر المقبل حيث تعرض منتخبنا لخسارة أمام العراق في مباراته الأولى بفارق تسع نقاط بواقع ٥٧-٦٦ .
لماذا خسر منتخبنا أمام العراق؟
اعتدنا الخسارات والنكسات والصدمات، وفي كل مرة تتكرر نفس الأسطوانة والتبريرات جاهزة، ودائماً تكون أولى الخطوات “خوارزمية”، حلّ المشكلة هو تحديد المشكلة وهذه الخطوة التي لا نزال عالقين عندها في الرياضة، ودائماً يأتي السؤال الأهم: ما هو الحل ؟ وأين تكمن المشكلة وهل المشكلة بالجمهور أو بإزاحة مدرب أو إداري؟ وهل المشكلة باستبعاد فلان أو بالحرب وتبعاتها الاقتصادية؟ ولذلك سنأخذ هذا المنتخب الشاب مثالاً لأنه لا يخفى على أحد أن هذا الجيل من اللاعبين نال جزءاً كبيراً من الرعاية والاهتمام أكثر من غيره في السنوات الأخيرة، وهذا حق طبيعي للاعبين وليس لأحد أن يمنّ عليه.
فالمدرب أجنبي وهناك دوري منتظم لهذه الفئة من اللاعبين مع إقامة عدد مقبول من المباريات خلال الموسم ولكن يبقى السؤال: هل من المعقول أن نخسر أمام العراق على أرضنا وبين جمهورنا ؟ نقولها وبكل استخفاف وكأننا أسياد هذه اللعبة ولا أعرف من أين نأتي بهذا الكلام والكم الهائل من الغرور ؟
فمن الطبيعي أن يأتي الجواب وببساطة أن نخسر أمام العراق كما خسرنا معهم في فئة الناشئين قبل أشهر قليلة في الأردن وبفارق كبير من النقاط وسنخسر معهم بكل الفئات إذا استمر العمل والعقلية التي تدير سلتنا هكذا .
هذا النوع من الفوقية والغرور وعدم تحمل المسؤولية والانفراد بالقرار الذي يفضل البعض الحديث والتعامل به هو نوع من أساليب الدفاع النفسي التي تسمى “الإنكار”
لأن من يعمل في هذا المجال أنكر أننا متخلفون وبعيدون جداً عن جيراننا حتى في اللعبة الشعبية الثانية، وبالتالي بدل أن نرمي فشل سلتنا على ضعفنا المتأصل نرميه على مدرب المنتخب أو على اتحاد اللعبة لأنه من السهل أن نقتنع بأن المدرب ضعيف وفاشل، ومن الصعب أن نقتنع بأن المشكلة في جذور رياضتنا ونحن أصلاً لا نجيد ممارسة كرة السلة بعد هذا الضعف والخسارات المتلاحقة لمنتخباتنا أمام أضعف المنتخبات العربية و القارية.