مؤتمرات، هنا وهناك، للحظة تشعر ان الدنيا بخير ، لكن قد يحدث ما يعيدك إلى توازنك، أو الحجم الحقيقي للتفاؤل، عندها، تضطر لأن تقارن، لا بل تسأم من الأشياء، حتى ولو حاولت جاهداً أن تقتنع بالموجود و بأهميته.
من النادر أن يمر شهر دون أن يعقد مؤتمر، وفود وتنظيم، واستضافة، الهدف غالباً هو بالعموم إمكانية الاستفادة وعرض فرص العمل والاستثمار .
أو كما يقال دائماً عرض الفرص الاستثمارية المتاحة وإمكانيات الاستفادة من الطاقات والخبرات..!! ..
مؤتمر في مدينة المعارض، وآخر في حمص وقبلهما العديد من المؤتمرات التي نظمتها الوزارات (الكهرباء، النفط، السياحة، التعليم العالي وغيرهم .)
وكل هذه المؤتمرات وإن تعددت الشعارات تهدف إلى عرض فرص العمل ، والطاقات المتجددة، ومجالات الاستفادة من أبناء الوطن في الداخل والخارج ، والأصدقاء ..
ولكي لا نقول إن هذه المؤتمرات ، لم تحقق الأهداف ، أو لم تستعد ما صرفته على الاستضافة ، لماذا لا تكون توحيداً للأنشطة والمؤتمرات ؟ بحيث تعرض الوزارات ما تريده ، وتحدد مدة زمنية للتنفيذ .
ناحية أخرى وهي أننا بحاجة في هذه المرحلة لجهود الجميع وبالتالي نحتاج لمشروعات في كل المجالات الاقتصادية والخدمية ولا داعي أساساً للعرض ، فقد بات العالم يعرف ، ما نعاني ونكابد ، لكن يبدو البعض إلى اليوم مُصراً على محاولات العرض والاستعراض و”الشو ” الإعلامي.
نعم ليس مخجلاً، أو سراً، أن نقول نحتاج ، ونحن بحاجة لجهود أبناء الوطن في الداخل والخارج لكن بالوعود والشعارات لن يعود أحد ولن يعمل أحد، رأس المال الجبان ، لا يعود ، ولا يعمل كرامة لعين أحد ، هو يريد العمل والربح ،في بيئة عمل مناسبة ويريد تسهيلات ، فهل هذا متاح ..؟؟
لكي لا نخفي رأسنا، في الرمل ، دعونا نقول هذه الحقائق ، الكثير من الأموال تصرف، وهو ما يمثل عبئاً على موازنة الدولة، نتيجة تكلفة عقد هذه المؤتمرات، التي يصل عدد المشاركين في بعضها إلى المئات ، في وقت نعيش أزمات اقتصادية طاحنة.
لو قيض لنا ووضعنا، جزءاً مما يصرف، في مشروع مدرسة أو محولة كهرباء لكان المردود في بعض المؤتمرات أفضل من الاستعراض ، نعم إن عقد مثل هذه المؤتمرات التي لم تحقق قيمة اقتصادية ، فيه تكاليف باهظة .
سنوات مرت ومازلنا نحاول عرض الفرص ، ونعقد مؤتمرات الهدف منها هو خدمة “الشو الإعلامي” وإهدار المال.
بالعموم تقول النظريات الاقتصادية إن “زيادة الشيء عن حده، يفقده قوة تأثيره وأهميته”.
نقطة أخيرة لا بد من أن نبق البحصة بشأنها ، وهي أن هذه المؤتمرات ، ليست من الأسرار العسكرية ،فتعالوا لنرى النتائج عبر سنوات ، حيث لا يحق لأحد أن يحاسب المسؤولين عن الإنجازات والإخفاقات، التي حققوها في المؤتمرات السابقة، وهو ما يجعلها مجرد أرقام .