يا فرحة ما تمت!

لم تدم فرحتنا طويلاً.. “نحن محدودي الدخل” بتخفيض أسعار الفروج، الذي يقارب سعره “ربع” أجرنا الشهري، حيث عاد ليتربع بخجل على موائدنا، وسط رفع “الزملاء الموظفين” سقف الأحلام لشراء فروج مشوي أو شاورما، لكنها سرعان ما تبخرت الأماني بعد ما طارت أسعاره من جديد، بعد اعتراض المربين على التخفيض “الخاسر”، على نحو أخرج هذه المادة الغذائية المهمة من الحسابات المدروسة على “الليبرة” ضمن سياسة شد أحزمة البطون في ظل استمرار موجة الغلاء الجنونية، التي ابتلعت الراتب وشفطت خيره بالكامل.

أسعار الفروج “السوبر كلاس” التي توقعها المربون منذ سنوات من دون اتخاذ إجراءات تمنع هذه الشطحات السعرية، يدلل على ضرورة اتخاذ خطوتين مهمتين، أولاهما تحسين “الدخل” العاجز عن شراء منتجات الدواجن، فالوقت حان لزيادة رواتب مدعومة حتى يقدر الموظف على التجرؤ على شراء فروج من دون “كسر” موجع طوال الشهر، والخطوة الثانية تتمثل بضرورة حلحلة مشاكل قطاع الدواجن الحيوي، الذي يعد من القطاعات المنتجة والمجدية اقتصادياً رغم عشوائية التنظيم، إذ كان يغطي حاجة السوق المحلي من اللحوم والبيض مع تصدير الفائض، لكن للأسف رغم قدرته على الوقوف على قدميه، ومحاولة المربين الاستمرار في الإنتاج رغم كل الخسائر والأضرار، ظلت مشاكله المعروفة تطفو على السطح من دون معالجة موضوعية وسط تجاهل مطالب المربين المحقة مع إنها قد تكون أقل تكلفة لكونها صادرة عن أهل الكار والخبرة، فكيف إذا دعمت بخطة مدروسة بالتشارك مع جميع الأطراف مع تبيان سبل المعالجة والنتائج المرجوة لإعادة قطاع الدواجن إلى إنتاجيته، وتمكين المواطن من شراء منتجاته من دون حاجة لضرب أخماس بأسداس كما يحصل اليوم.

إصلاح حال قطاع الدواجن بات ضرورة اقتصادية ملحة، دعماً لاقتصادنا وجيوبنا، وهذا يتطلب خطة واضحة محددة الزمان ومدعومة ببيانات وأرقام لضمان نجاح المهمة غير المستحيلة بعيداً عن صرف منح مالية مرتفعة القيمة تصرف على ما يبدو في غير محلها بلا انعكاس إيجابي، تطبيقاً لإستراتيجية الاعتماد على الذات، التي تعد أكثر نفعية من استيراد الفروج المجمد، إذ يستطيع مربو الدواجن بكل سهولة تغطية حاجة السوق المحلية والتصدير أيضاً إذا وجه الدعم في الموضع الصحيح، لذا يأمل “الإخوة” الموظفون سير مؤشر بورصة الفروج والبيض نحو الانخفاض المنحدر قريباً وليس معاودة الصعود، فمن حق كل مواطن صبر وتحمل كل هذه الأزمات التنعم بخيرات بلده الزراعي الكثيرة ومنع اقتصار سقف الأحلام على شراء فروج أو لحمة.. وهذا أضعف الإيمان..!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار