المايسترو نزيه أسعد: واقع التراث السوري والعربي بين مدٍّ وجزر 

هادي عمران 

كان جمهور مسرح الحمراء مؤخراً على موعد مع الطرب الأصيل.. عبر الأمسية الغنائية الطربية التي أحيتها فرقة “الزمن الجميل” بقيادة المايسترو نزيه أسعد ومشاركة الفنان القدير عازف العود ربيع البغدادي المخضرم في عوالم الموسيقا الأصيلة والتراثية.. الأمسية جمعت أجيالاً متباينة من المطربين منهم من له باع طويل وخبرة متعمقة في الغناء الأصيل مثل المطربة فاتن صيداوي والمطربة هدية السبيني وهما مطربتان تألقتا لسنوات طويلة في الإذاعة والتلفزيون، بالإضافة لمشاركة المطرب عدنان عمر، ومشاركة المطربين نهى عيسى وبشار نظام من جيل الشباب المتحمس.

كما تنوع برنامج الأمسية الذي حظي بجمهور كبير من محبي الطرب ليحفل بأغانٍ من الزمن الجميل كأغنية “الحب جميل” أدتها المطربة هدية سبيني وأغنية “بحبني وبحبو” أدتها المطربة الشابة نهى عيسى إضافة لأداء أغنية خاصة للفنان ربيع البغدادي.

واعتلت المطربة القديرة فاتن صيداوي خشبة المسرح لتشدو بأغنية وطنية حماسية حملت عنوان “يا سورية بحييكي” من كلمات وألحان الفنان البغدادي وأوبريت (بساط الريح) قدمها المشاركون بصوت واحد ورخيم.

وأكد المايسترو نزيه أسعد في حديث خصه لصحيفة (تشرين) ضرورة استحضار الذاكرة الموسيقية الشرقية السورية والعربية بأغانٍ لا تزال عالقة في بال الجمهور موضحاً أهمية عرضها في قالب يولد الحس القديم للأجيال التي عاصرت تلك المرحلة من جانب وأن تكون مألوفة على مسامع جيل الشباب بأصوات سورية عذبة تؤدى بشكل جميل بوجود فرقة موسيقية معظم عازفيها من أبناء تلك الفترة الزمنية التي تميزت بغناها الفني إضافة إلى عازفين شباب مواكبين للتطور الموسيقي في سورية.. وعن تأسيس فرقة (الزمن الجميل) وعناصرها يقول: تعد فرقة (الزمن الجميل) حديثة العهد وتمتاز بعناصر تُعنى بجمع ودمج العازفين القدامى مع آخرين من جيل الشباب، إلّا أن نسبة العازفين القدامى في الفرقة هي النسبة الأكبر وهم عازفو الزمن الجميل الذين عملوا مع نجوم قدامى ومع عمالقة الفن سابقاً مثل فهد بلان، وميادة حناوي، وفايزة أحمد، إضافة إلى دماء جديدة واعدة من الجيل الشاب الذي تبنى الأعمال التراثية والموسيقية وشارك في الحفلات الخاصة بتراثنا وفلكلورنا وأصالتنا.. وأضاف أسعد: يُعدُّ برنامج الفرقة معنياً بتسليط الضوء على مفاصل عديدة بأغانينا الطربية السورية والعربية إلى جانب بعض الأغاني التراثية الفلكورية الخفيفة القصيرة، وهناك أعمال جديدة لُحنت بطرق مقامية شرقية أصيلة لا بأسلوب حديث معاصر وكانت الكلمات المكتوبة ترتبط بإحساس جيل الستينيات والخمسينيات من القرن الماضي.. وعن واقع التراث السوري والتراث العربي هل هو بخير أو هو في مرحلة احتضار؟.. أجاب المايسترو: أعتقد أنه بين مدٍّ وجزر.. أحيانا نرى اهتماماً وتصاعداً في الخط البياني بالاهتمام بالتراث والأصالة وأحياناً أخرى نرى هبوطاً في الخط البياني نتيجة طرح التراث بطريقة خاطئة، فهناك فرق موسيقية تتبنى التراث وترفع مستوى الأعمال التراثية من خلال الأعمال الأوكسترالية الموسيقية الجادة سواء فرق كبيرة أو صغيرة تتصاعد في مستوى الأداء للأغاني والكلمة التراثية، وفي المقابل هناك فرق أخرى تدنى مستوى الجملة التراثية نتيجة الطرح الخاطئ للحن وطريقة (الكلمة أو الأداء) ما يؤدي لهبوط مستوى العمل أو الأداء الغنائي والآلي للتراث.. فالعملية مابين مدٍّ وجزر وتحتاج ضبطاً كما تحتاج معايير من الجهات المعنية لضبط حالة التقديم الصحيح لتراثنا بشقيه السوري والعربي .

وأكد أسعد أن موضوع الأصالة والتراث هو أمانة في أعناق الجميع وهي الرسالة التي تبنتها الفرقة ووجهتها للأجيال القادمة لأنها أصالتنا التي نفخر بها والتي اعتمدتها الفرقة في تنفيذ أعمالها الحاضرة وفي إنتاج أعمال مستقبلية مهمة، ويعدّ التراث بشكل عام العالمي أو العربي أو المحلي ركيزة قومية ومتينة لإنشاء موسيقا جادة وفنية بآن واحد ونحن نأمل أن يكون تراثنا بخير من خلال اهتمامنا الصحيح والحقيقي للمفاصل العديدة والزوايا الدقيقة في ذلك التراث والمصداقية الحقيقية للحن وكذلك للكلمة التراثية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار