«تشرين» تتابع أسباب وفيات الأطفال والإصابات في فترة العيد
نور قاسم:
ما حصل من حوادث وفيات الأطفال والإصابات الكثيرة في ساحات الأعياد خلال أيام عيد الأضحى لا يمكن المرور عليه مرور الكرام والنظر إليه على أنه مجرد أرقام وإحصائيات. وطرح تساؤلات عدة: هل يوجد تفكير جدّي من المعنيين لتدارك الأخطاء السابقة؟ وما الإجراءات المتبعة؟ وهل تتضمن فعلاً السلامة والأمان؟ .
في متابعة لـ “تشرين” ومن خلال المعلومات التي تم التوصل إليها تبيّن أن الأطفال الثلاثة الذين توفوا أثناء اللعب هم من محافظة ريف دمشق في كل من بيت سحم وضاحية قدسيا والسبينة وأعمارهم 11، 15، و14 عاماً.
أما الإصابات التي تجاوز عددها 160 إصابة في مشفيي المجتهد والمواساة فتوزعت بين محافظتي دمشق وريفها إلّا أن النسبة الأكبر كانت من الريف.
أمين عام محافظة ريف دمشق أحمد عبد الله قال لـ”تشرين” : إن ساحات الأعياد من تخصص الوحدات الإدارية، ولا توجد تراخيص من المحافظة وإنما البلديات هي المسؤولة عن التراخيص والإجراءات المتبعة لألعاب الأطفال خلال فترات الأعياد .
إلقاء اللوم على مالكي الألعاب
رئيس المجلس البلدي في ضاحية قدسيا خالد رحيمة قال لـ”تشرين”: إن سقوط الطفل من الأرجوحة كان نتيجة السرعة الكبيرة أثناء اللعب فيها, بينما كان يجب أن تكون السرعة طبيعية ومعقولة، ملقياً اللوم على من كان يقود اللعبة حينها بأنه غير واع وبعمر /15/ عاماً، وأنه كان على مالكي الأراجيح عدم تسليم مثل هذه الألعاب لأشخاص غير مدركين وغير واعين لخطورتها في حال اللعب فيها بأسلوب غير مسؤول .
ورداً على سؤالنا: هل يوجد فحص للألعاب أيضاً من الناحية الفنية في حال كانت ملائمة أم لا، أو يتم إعطاء مكان للإشغال فقط؟ وهل يوجد تفكير بشروط جديدة يمكن اتباعها بعد الحادثة المؤسفة ؟ قال رحيمة: لدينا ألعاب بسيطة وليست معقدة بارتفاعات عالية ، والمهندسة التي كشفت ضمن خبرتها على الموقع والألعاب تبين لها سلامتها، لافتاً إلى أن من مهام البلدية توفير المكان لصاحب الألعاب الذي بدوره يقع على عاتقه تحديد شخص واع لقيادة كل لعبة من الألعاب التي يملكها، وأن تكون بشكلها السليم والصحيح لتحقيق عوامل السلامة للأطفال، وتالياً حسب رأيه فالمسؤولية بعد انتهاء دور البلدية تقع على عاتق صاحب الألعاب، والحل برأيه إلغاء لعبة الأرجوحة في الأعياد القادمة نظراً لخطورتها.
الإجراءات المتبعة
رئيس بلدية بيت سحم موفق قدموز بيّن لـ”تشرين” أن وفاة الطفل في المنطقة كانت نتيجة تعلقه بالأرجوحة أثناء عملها وهو في محيطها , ما أدى إلى إصابة بليغة أدت إلى وفاته .
وعن الإجراءات المتبعة منهم قبل وخلال فترة الأعياد أشار قدموز إلى التحضيرات ما قبل الأعياد من خلال أعمال التنظيف لوضع الألعاب في شارع عريض، أما خلال العيد فهناك مكلفون معنيون بالحراسة في الفترة التي يكون فيها الأطفال في الساحات .
من جانبه رئيس بلدية سبينة بريف دمشق محمد هيثم قال لـ”تشرين” إنه لا يعلم شيئاً عن الطفلة المتوفاة في إطار بلديته، وإن الحادثة ربما وقعت باتجاه القنيطرة ، أما عن الإجراءات المتبعة في بلديته فلفت إلى أنها تتم من خلال إعطاء التراخيص لمالك الألعاب بعد كتابة تعهد على نفسه بعدم إزعاج الجوار وإعادة الوضع لما كان عليه، إضافة إلى التأكد من السلامة العامة وسلامة الأطفال.
لم تتجهز بعد !
وبالنسبة لإمكانية اتخاذ إجراءات أكثر أماناً حول ساحات الأعياد ، قال هيثم : لا توجد لدى البلدية ساحة عامة لضبطها كما يلزم، واستدرك القول بأنه توجد ساحة ولكنها لم تتجهز خلال هذا العيد، لحاجتها لبعض التنظيفات والتحضيرات ، وتم وضع سور لها على أمل أن تصبح جاهزة في الأعياد القادمة .
دور الأهالي
ويؤكد مديرا مشفيي المجتهد الدكتور أحمد عباس والمواساة الدكتور عصام الأمين ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بالإجراءات المتبعة لتأمين ساحات الأعياد، ومتابعة الأهالي لأطفالهم، نظراً لازدياد حالات الوفيات والإصابات عاماً بعد عام نتيجة الإهمال من الطرفين .
ويشير مدير مشفى المجتهد إلى مُلاحظة وجود الأطفال في ساحات الأعياد من دون أهاليهم الذين يكلفون أطفالهم بعمر 14 عاماً برعاية إخوتهم الصغار، متناسين أن هذه المرحلة العمرية طفولية أيضاً وهؤلاء ليست لديهم القدرة على رعاية غيرهم من الصغار بشكل كافٍ.
وأخيراً يتساءل مواطنون: هل ستتم إعادة النظر في الإجراءات المتبعة خلال فترات الأعياد المقبلة تفادياً لمصائب وحوادث أليمة كهذه، والتعامل بجدية أكثر مع ساحات الأعياد وألعاب الأطفال التي يمكن أن تنقلب إلى خطر بدلاً من الفرح؟!.