نتائج ضئيلة..

من تابع الحملة الإعلامية التي سبقت جولة بايدن والتصريحات المرافقة لها دخل في حسبانه أن زلزالاً مدوياً ستحدثه هذه الزيارة في المنطقة ولكن ما إن انتهت قمة جدة وصدر البيان الختامي بنتائجها حتى تبين بأن حصيلة الجولة كانت ضئيلة والنتائج متواضعة وأقل بكثير من التوقعات فلا كميات النفط التي طلب بايدن زيادتها من السعودية قد تم تنفيذها ولا التحالف العسكري وتشكيل ناتو يقوده الكيان الصهيوني قد تحقق ولا توتير الأجواء ودفعها للحرب مع إيران قد حصل وجاءت حفلة الخطابات في قمة جدة باهتة وتكرار لعبارات مملة  وممجوجة لا روح فيها ولا حيوية.
لقد حمل بايدن في جعبته مشاريع وخطط كثيرة ولكنه عاد وجعبته خاوية إلا من دعم مستمر ومتواصل ومعروف للكيان الصهيوني زاد عليه اعتراف صريح  من بايدن بأنه صهيوني الهوى والهوية ويفتخر بذلك ويقدم للقيادة الاسرائيلية ماتريده وترغبه على حساب الشعب الفلسطيني فضلاً عن إغداق المساعدات العسكرية والمالية وضمان التفوق الإسرائيلي على دول المنطقة فيما لم يقدم للحكومة الفلسطينية إلا الكلام المعسول والتمنيات والأماني بإقامة الدولتين وكلام مكرر من هذا القبيل لازيادة ولا نقصان وبذلك كانت “إسرائيل” الطرف الرابح الوحيد من جولة بايدن.
وإذا كانت جولة بايدن هدفها تعويض أوروبا عن النفط والغاز الروسي على أثر احتمال توقفه كلياً نتيجة الحرب في أوكرانيا وخطورة ذلك مع دخول القارة العجوز فصل الشتاء فإن هذا الهدف لم يتحقق فتجاوب السعودية مع المطلب الأمريكي كان ضعيفاً ولم تتعد الزيادة مع الإنتاج رقم 13 مليون برميل يومياً وتأمين بدائل الطاقة الروسية بات معضلة كبيرة أمام إدارة بايدن التي ورطت الدول الأوروبية في مواجهة مع روسيا وإدخالها طرفاً في الصراع الدائر  من خلال حرب العقوبات على موسكو من أجل إضعافها واستنزافها.
يبدو أن بايدن لم يدر بخلده أن الدنيا تغيرت وأن ماكان من سطوة كاملة لواشنطن قد بات من الماضي ولم تعد الهيمنة الأمريكية كما كانت سابقاً فالتراجع الأمريكي أصبح بارزاً في المشهد الدولي الجديد ولقد ظهر ذلك جلياً في كلمات الوفود في قمة جدة فلا تعرض حاد لإيران ولا تنديد يذكر بروسيا وعمليتها العسكرية في أوكرانيا وموقف بايدن الحماسي ضد ولي العهد السعودي على خلفية مقتل خاشقجي ذهب أدراج الرياح بل كان هناك استرضاء واستجداء خوفاً من متابعة السعودية التقارب أكثر من الصين وروسيا مما يشير إلى تراجع التأثير الأمريكي حتى على أقرب المقربين من البيت الأبيض.

في المحصلة لم تعط الجولة النتائج المرجوة منها ولا حتى جزء من الآمال التي علقت عليها وسجلت تراجعاً إضافياً لبايدن وإدارته.
tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار