حظي العاثر!!

منذ أكثر من عشرين عاماً وإبداعاتي تُسرَق مني في وضح النهار أو تبدو عديمة النفع وهي في المهد.. فبينما كنت أعدُّ العدة لتجهيز وافتتاح مركز طبي لشفط الدهون – هذه التجارة التي راجت أواخر تسعينيات القرن الماضي.. فجأة ظهر خبراء التغذية وبدؤوا العمل على موضوع التنحيف بوساطة برامج غذائية تناسب هذه السيدة أو تلك .. على اعتبار أن أغلبية رواد مراكز” الشفط ” أو عيادات خبراء التغذية هن من السيدات اللواتي يسعين لأن يبقين رشيقات لتوجيه أنظار أزواجهن بدل أن تلعب أعين هؤلاء الأزواج هنا وهناك .. حيث أصبحت هذه المراكز ( شغلة يلي ما عندو شغلة ) ..
ولأنني أعرف الأرباح التي ” تقّصها” مراكز الشفط وخبراء التغذية من أموال.. فقد أصررت على المتابعة في البحث عن اختصاصات لها علاقة بالتنحيف واستقطاب أكبر عدد من النساء السمينات وهات على ( قص ) ..
اهتديت أخيراً إلى البحث عن الحريرات وكيفية التخلص منها إن كان بالمشي، وقد استفدت من رياضتي اليومية التي أمارسها على الكورنيش البحري في طرطوس ومشاهد عشرات آلاف الحريرات التي تهرهر من نساء سمينات أو بممارسة الرياضة في النوادي الرياضية التي قد تكون مناسبة لحرق الغالورز أو بخلطة غذائية!!
وقد اهتديت فعلاً إلى الخبز وإنه مفيد جداً للتدريب والتجريب معاً ولأن الحديث عن الحريرات يترافق دائماً بالحديث عن الغالورز أو الكالوري ولن نختلف على التسمية طبعاً، فقد كان من اللازم التوسع في الأبحاث وطلب العون من جهات مختصة في هذا المجال من أجل هدايتنا إلى أقرب الطرق لإنجاز مركز متخصص ، بل ونخبوي بالدرجة الأولى..
لا أنكر أن كلَّ من استشرتهم وسألتهم وطلبت العون منهم أكدوا أنه يمكن إيجاد خلطة وإضافتها إلى العجين وبالتالي يمكن إنتاج خبز يحتوي على عدد الحريرات والغالورز التي يحتاجها الإنسان.. وقصدت من وراء ذلك وضع حدٍّ للإسراف في تخزين الحريرات والغالورز في جسم الإنسان وما قد يسببه ذلك من أذى لهذا الجسم ..
وأنا أهمُّ بالحصول على ترخيص لإنشاء مخبزٍ رغم الصعوبة البالغة في تحقيق ذلك، لكن مع إمكانية اللجوء إلى طرق ملتوية فقد حصلت على الترخيص بمعية الأصدقاء( المعدنية والورقية ) وبالتزامن كانت التجارب لإنتاج خبز ( حريري ومغلورز ) تتم مع الجهات الصحية على قدم وساق.. ولأن حظي عاثر دائماً و إبداعاتي تسرق في وضح النهار فقد قرأت على الشريط الإخباري أن منظمة الأغذية العالمية تسعى جاهدة لإنتاج خبز عالمي قد يوزع مع السلل الغذائية التي تقدمها المنظمات الإغاثية يحتوي على حريرات وغالورز.. حينها تخليت عن فكرتي وحملت المعول وبدأت بالحفر لزراعة أشجار ومساكب الخضار وهاتو حريرات حتى أحرقها!!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار