هكذا هم السوريون …
أنجحُ الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة , ومعانقةُ الإبداع تحجز لنا موقعاً في رحلة البحث والابتكار, والإنتاج والعمل يعزّزان واقعاً تفاؤلياً ومعيشياً لا يقارن , والإخلاصُ في إنجاز المهام والمسؤوليات لهو أكثر من واجبٍ , وعندما يأتي الاهتمام والرعاية والتكريم لجهود عاملين أو موظفين واظبوا على إنجاح أعمالهم رغم الصعاب وقلة المستلزمات من قائد الوطن, فإن هذا التكريم يكون عربونَ محبةٍ وتشجيعاً, فمن يعمل ويُخلص في تأدية عمله , يكون قد قدّم سجلاً ناصعاً من الحسّ بالمسؤولية والتفاني في إنجاز ما أوكل إليه.. هنا يكون كبيراً في أعين العامة , ويكون قدوةً ومحلَ تقدير للجهود التي أعطت ثمراً يانعاً , ولا أجملَ ولا أفضل من تكريمٍ يأتي من قائد الوطن لعمال قدّموا كما غيرهم من العاملين في أماكن أخرى .
مثلُ هذه الأعمال الوطنية الرائدة تجعل الوطن يكبر بأبنائه رغم ما يكابدونه من صعوبات وتحدّيات لا تخفى على أحدٍ , نجاحاتٌ ومنجزاتٌ في مرافق خدماتية مهمة, وفّرت المليارات على خزينة الدولة , وسرّعت في صيانة آلات وخطوط إنتاج تحتاج مستلزماتٍ وقطعَ غيارٍ بقيم باهظة , فسواعد أبناء الوطن الميامين صنعت ملحمةً بارزة في التفاني والإخلاص وبذل كل الجهود لإعادة خطوط إنتاج إلى دائرة العمل من جديد, وهذا مؤشرٌ على أنهم كما أبناء سورية الذين سطّروا أروع الانتصارات في ميادين الحرب والدفاع عن سياج الوطن, وأولئك الذين كتبوا بدمائهم الوطن أولاً وأرواحنا فداء كلِّ ذرة ترابٍ , وكذلك هي شواهدٌ على أن هناك سواعدَ تعمل وتكدّ وتوصل الليل بالنهار, وهناك قيادة تراقب، وترعى أبناءها، وتقدّر من يعمل ويجتهد ويتفانى بجهده وعرقه , قيادة قدّمت ولا تزال تقدّم كل أساليب الدعم المادية والمعنوية لمن أعطى، وعمل بإخلاص واقتدار.. قبل أيامٍ استطاع بعض المهرة قلب الطاولة على من راهن أن إصلاح الآت وتجهيزات لهو أمرٌ صعب, تمكنوا من تغيير المعادلة, وقالوا للعالم إننا مؤمنون بوطننا ولزامٌ علينا تقديم كل ما نملك من قدرات علمية وخبرات متنوعة خدمةً لمؤسساتنا وعودة العمل والإنتاج.. في المطاحن والكهرباء والسدود وغيرها الشواهدُ كثيرة عن نجاحات تمت بسواعد المخلصين المتفانين في حبِّ بلدهم وتسجيل شواهد تدل على عمق وشدّة الهمم والتطلّعات المخلصة.. كلّ تلك المحطات تضعنا في قلب المستقبل الذي ننشده، وتصبو العيون للوصول إليه .
العمل والإنتاج , الإخلاص والإبداع, طموح كل الغيورين, لبناء وطنٍ أكثر ازدهاراً, وطن يجد فيه كل مواطن ما يتمناه . و المأمول أن يسهم كل ذلك في تحقيق مستهدفات ما نتطلع إليه, و نمو الاقتصاد وخلق العديد من الفرص في كل القطاعات.
في وقتنا الراهن يعيش العالم مشكلات عدّة، ويواجه تحدياتٍ كبيرة لتوفير الغذاء والماء والطاقة، وكل ما يحفظ السلامة والصحة للعباد، فضلاً عن تراجع حاد في مستوى الأحوال المعيشية على صعيد كل الدول وتأثر شعوبها بدرجات مختلفة الشدة لأسباب متعددة، وهنا تبقى الحلول التي تقدمها العقول المبتكرة , والسواعد المخلصة وفق أساليب علمية وإنتاجية فرسَ رهانٍ مهمَّاً لتجاوز هذه الأزمات والنواقص والمتغيرات التي طرأت, ولو كانت ضمن حدود مقبولة..