” تركواز ” محاولة لزرع الأمل واحتضان الحلم
ميسون شباني:
“الحياة قائمة على التفاصيل، وفي جزء منها تكون بعيدة عن المنطق، لكن غالباً ماتكون حقيقية وتعبر عن دواخلنا أساساً، وكتير من الأشياء الصحيحة بالحياة تكون نسبية، وتختلف من شخص لآخر لكن حكايتي بعيدة عن المنطق، هي محاولة لزرع الأمل واحتضان الحلم…” بهذه الكلمات أوجز المخرج علي ابراهيم فحوى فيلمه الاحترافي القصير “تركواز” الذي كتبه وأنجز تصويره مؤخراً، وحالياً دخل عمليات مونتاج الفيلم، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ومن تمثيل: روبين عيسى، عامر علي، حمادة سليم، سامر رحال …
وفي تصريح خاص لـ”تشرين” أكد المخرج علي إبراهيم أن الهدف الأساسي من الفيلم زرع بذرة أمل، وتكريسها في نفوسنا بعدما بتنا نفتقده كسوريين، وفيلم ” تركواز” هو تجربتي الاحترافية الأولى على صعيد الفيلم القصير، والفكرة تتركز حول مجموعة من الأهداف والطموحات والأحلام وكيف نحققها وأسلوب مواجهة العقبات التي تعترضنا حتى نحقق أحلامنا.. وبخصوص عنوان الفيلم واعتماد فكرة لون معين يجيب ابراهيم: إن التركواز لون له علاقة بالفرح براحة النفس وإلى أي حدّ نحتاج إلى الهدوء والسلام الداخلي، وطبيعة اللون قد تجلب لنا السلام الداخلي لذا خلقت حالة من الممازجة بين اللونين الأزرق والأخضر حتى شكلت تركواز وهو إشارة إلى كيفية رؤية عوالمنا الداخلية والدخول فيها وبتفاصيلها، وحاولت التفكير والذهاب نحو الأقصى من خلال هذا الشيء، وأقصد الألوان الأساسية والتي تراها الأغلبية، لكن بتنا نرى درجاتها ونفكر فيها وكيف تشكّلت نظرية اللون وبالنهاية أعتقد أن الموضوع له علاقة بشكل العين وكيف ترتاح.
وحول تعاونه مع الفنانة روبين عيسى يقول إبراهيم: هذا التعاون الثاني بيني وبين الفنانة روبين عيسى وقد كانت هناك تجربة سابقة معها عبر فيلمها القصير الاحترافي “فيلم طويل جداً”، وكنت موجوداً كمخرج منفذ في الفيلم، وأعتقد أن شكل المسؤولية يختلف بين كوني مخرجاً للفيلم وبين كوني مخرجاً منفذاً ويختلف شكل التعاطي مع المادة الأدبية لأن المخرج يشاهد تصوراً معيناً ويمسك بيده مفاتيح القصة برمتها، حجم المسؤولية أكبر خاصة في التعاطي مع العقبات حتى على الصعيد النفسي يبدو مختلفاً، إضافة إلى أنه عندما أكون مخرجاً هذا يعني أنني أملك مفاتيح الحلول وأعرفها، أما عندما أعمل تحت إدارة مخرج فأنا أمتلك بعض المفاتيح التي ربما قد يوافق عليها وربما لا، وأظن أن وجهات نظر قد تكون غير متوافقة في بعض الأمكنة لذا أحاول خلق كيمياء معينة كي أترجمها وأخلق حالة من التفاهم كي نصل إلى الصيغة النهائية للاشتغال البصري.
وبخصوص كون كاتب الفيلم هو مخرجه؛ هل السبب أنه الأقدر على نقل ماكتبه بصرياً ؟! يؤكد إبراهيم أن المعادلة ليست شرطية أكيدة أن يكون صانع الفيلم هو كاتب النص نفسه لأن القصة تبدأ من فكرة لامعة وتتراكم تفاصيلها ونضع فرضياتها ونبني شخوصها، ولكن إذا كنت أمتلك من الأدوات مايؤهلني لصناعة نصي الأدبي فلمَ لا أكتبه وأحاول أن أتلافى عبره ثغرات أدبية كوني سأصنع هذا المنتج كعمل فني أسعى من خلاله لتشكيل صورة بصرية تخدم فحوى الفيلم الذي يعتمد على الحالة الحسية للشخصيات، وبالنهاية نحن نقدم منتجاً فنياً ممزوجاً بحب لنرتقي ونقول شيئاً نستطيع قوله عبر الفن..
وعن مصير الأفلام القصيرة وآلية عرضها قال: إنه بعد مرحلة الإنتاج هناك مهرجان تقدم إليه الأفلام وتعرض ضمن المهرجانات المقامة محلياً وربما تشارك في مهرجانات دولية ويتم تسويقها بشكل ما..
وأشار إبراهيم إلى الجهد الذي تقدمه المؤسسة بإعطاء مساحة لكل من عنده شغف وحب ويريد تقديم شيء مختلف وتفسح المجال للطاقات الشابة بالتعبير عن نفسها.