حسبة عيد ..! 

الحديث عن مشكلات السوق المحلية وما يحدث فيها من تجاذبات على كل المستويات الاقتصادي منها , والاجتماعي والسياسي , لكن أخطرها ما يحدث على المستوى التعليمي والمعيشي, وما يطول دخول المواطنين من تراجع لتلبية متطلبات الحياة المرهقة بصورتها المادية والإنسانية , في ظل ظروف فرضتها ليس الحرب الاقتصادية والكونية التي مازلنا نعيشها بأدق تفاصيلها, بل تعود لعقود لم تستطع الحكومات المتعاقبة معالجتها بالصورة الصحيحة, لاسيما فيما يتعلق بالفجوة الكبيرة ما بين الدخل المطلوب لمعيشة أفضل, وبين الزيادات المتسارعة للأسعار التي أشعل لهيبها الأسواق وحرق جيوب الملايين من المواطنين, رغم الزيادات التي طرأت على أهل الرواتب والأجور, إلا أنها لم تشكل في أهميتها إلا نسبة قليلة ذابت في متاهات التضخم, وآفة الأسعار التي حطمت آمال كل موظف في انتعاش جيبه ..!

والبحث في الأسباب نجدها كثيرة منها ما يتعلق بتجاذبات الأسواق ومفاعيل ضعاف النفوس من تجارها والمتعاونين معهم لدى الجهات العامة , ومنها ما يتعلق بالمكون البشري والمادي , وهذا الأمر ليس وليد الصدفة , فهو قد يكون حالة مدبرة وبفعل فاعل , أو تدبير عقل بشري متابع للأحداث , ويعرف تخريجاتها ويؤمن حالة الإسقاط على أرض الواقع, وفرض ترجمتها بصورة يتقبلها المواطن رغماً عنه, وما يحصل في أسواقنا المحلية خير دليل وبرهان على عملية الإسقاط هذه, والتي نلمسها في الأسواق وتأمين المواد والسلع الضرورية , وارتفاع أسعارها بصورة مستمرة , حيث (لارقيب ولا حسيب) رغم تسجيل مئات الضبوط والمخالفات , وأرقام التغريم التي تجاوزت قيمتها سقف المليارات منذ تطبيق قانون حماية المستهلك الجديد , دون أن ننسى محطات الوقود وما يحدث فيها من حالات ازدحام واصطفاف مئات السيارات للحصول على بضع ليترات من الوقود , بالمقابل سوقها السوداء متخمة بالمادة , ومتوافرة بأسعار لا يقبلها عقل, ولا يصرفها جيب ..!

والحال ذاته ينطبق على مادة الغاز وغيرها , وقد يرى الكثير من المواطنين أنها ليست بالمشكلة مقابل ما يحدث من مفارقات كارثية في سوق الأكل والشرب والملبس, والتي أصبحت أسعارها في عالم الخيال ..!؟

أسئلة محيرة وعيشة متدنية المستوى , ومتطلبات صعبة المنال مع أيام فضيلة (عيد الأضحى المبارك) فقدت فيها أسواقنا كل معاني العيد , وساد فيها الغلاء وأعمال الغش وسرقة حاجات الناس بكل الوسائل والسبل المتاحة لضعاف النفوس من التجار وأهل الغش ورقابة الضمير الميتة , فبأي حال عدت يا عيد ..؟

جيوب خاوية , وأسعار مولعة , وملايين لن تعرف معنى العيد … والشماعة ظروف الحرب والحصار ..!؟

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار