العيد بعيدين
كانت وقفة عيد الأضحى المبارك أمس الجمعة، يوماً تاريخياً في حياة أبناء الشهباء، فأضحى العيد بعيدين، لتضاعف مساحات الأمل لدى أبنائها جراء الأعمال التي قاموا به تجاه مدينتهم من جهة، وللدعم الذي حظوا به من السيد الرئيس بشار الأسد بعد زيارته للمدينة من جهة ثانية، وإطلاقه العمل في المجموعة الخامسة للمحطة الحرارية، ووضعها بالخدمة بعد عملية تأهيل واسعة، ومحطة ضخ المياه في تل حاصل بريف حلب، وزيارة أسواق المدينة القديمة التي تعد أحد أهم مراكز الثقل الاقتصادي.
هذه المحطة الحرارية التي عانت من الإرهاب والظلام لفترات طويلة من الزمن بفعل العصابات الإر*هابية، تنعم اليوم بنور المحبة والوفاء للوطن، وبتفاني سواعد أبنائها المخلصين، الذين بذلوا كل ما في وسعهم، لإعادة النور للعاصمة الاقتصادية، ويكسبوا الرهان في مسيرة إعادة البناء والإعمار بالأيادي المحلية.
فنجاح حلب هو دليل قوة وانتصار، كما أشارت السيدة أسماء الأسد خلال مشاركتها في ورشة “تطوير استراتيجية أسواق الشارع المستقيم ومداخله” في مدرسة سيف الدولة، والتي أقامتها محافظة حلب والمجتمع الأهلي والمؤسسات التنموية.
لقد شكل هذا التحدي دليلاً آخر على قوة أبناء الوطن، وانتصار للمجتمع الأهلي بالتعاون والتعاضد والتكافل، بما امتلك من قوة وإيمان بالوطن بمساندة كبيرة من أبطال الجيش العربي السوري، لدحر قوى البغي والعدوان من جهة، وتجاوز الدمار والخراب الذي خلفه الإرهابيون على مساحات الوطن الواسعة من جهة ثانية.
إن عودة الحياة لهذه المحطة (200 ميغا واط) ستساهم في دفع العجلة الصناعية في المنطقة، وإقلاع العديد من المنشآت الصناعية التي كانت متوقفة عن العمل، أو تعمل بطاقات محدودة، وبإقلاعها يأمل أبناء الوطن أن تنخفض التكاليف الإنتاجية لينعكس ذلك على العملية الإنتاجية، وتالياً تسويق تلك المنتجات، وتلبية الطلب بالأسعار المناسبة للمواطنين، والاستغناء عن المولدات والأمبيرات، التي شكلت عبئا كبيراً على أبناء حلب الشهباء.
بوركت الجهود المتفانية لأعمار الوطن، التي بذلت ولا تزال تبذل الغالي والنفيس لعودة الحياة والآمان والصحة والاستقرار على المستويات جميعها، ولنحول كل أيامنا إلى أعياد للبناء والإعمار يسودها المحبة والوئام والإخلاص لتراب الوطن الغالي، ليبقى الوطن شامخاً عزيزاً منيعاً في وجه الغزاة على مر التاريخ.