الاقتصاد… بين أيدٍ ناعمة!
لم تفاجئنا الأرقام التي بينت ما جرى في المسابقة المركزية الأخيرة للتوظيف، فالواضح أن نسبة النساء غالبة, والعرض في سوق العمل يميل إلى كفة الأيدي الناعمة, وهذا سيخلق واقعاً اقتصادياً جديداً .
وفي التفسير أيضاً أن النسبة الأكبر تلك التي عبّرت عنها الأرقام في الفئات الأقل تعليماً, ابتداء من الفئة الثانية وانتهاء بالخامسة, أي الفئات التي تعمل, أو يفترض أن عملها الأنسب, هو في الإنتاج الحقيقي، وهذا يقتضي أن نستعد للون اقتصادي جديد.
مع نهايات عام 2019 وحتى تاريخه, كانت قراءة الأرقام تشي بمؤشرات أخرى, وهي تراجع الدخل لمستوى قياسي لم يبلغه من قبل, وبنسبة تناقص تزيد على الضعف لكل عام من الأعوام الثلاثة الماضية, يترافق هذا التناقص في الدخل مع معدلات تضخم متسارعة .
وبالحساب أيضاً.. فإن للحرب آثارها وتداعياتها أيضاً, فأولها الحاجة إلى الانفاق العام الذي يحتاج توفير المال, ولن يكون آخرها الحاجة الى تحقيق معدل اداء اقتصادي مقبول .
بعد قراءة الأرقام والنسب السابقة, فان التوقعات محفوفة بالتشويش والمخاطر, في الجانبين الاجتماعي والاقتصادي على حد سواء, ويزيد من هذا التشويش والمخاطر, تلك التوترات العالمية وقضايا الاقتصاد العالمي, فيما يخص أزمات الطاقة والغذاء.
هل نتفاءل .. أم نتشاءم ..؟
عندما نتأمل الواقع .. نرى فيه الغلاء لا يُبقي و لا يذر, ونجد أن كل فرد يحتاج للعمل, و عليه أن يعمل, غنياً كان أم فقيراً, والتضخم إن استمر سوف يلتهم الجميع … فالأزمات لا لون لها, فهي ليست يمينية ولا يسارية, وهي تأتي في كل الأشكال, وتلج على كل الأطياف.
لذا علينا أن نستدل على الأرقام بإيجابية, وألّا تكون العمالة في الأنشطة الخدمية , من أجل الراحة أو الرفاهية .
بل يجب أن نعلم.. أن الأرقام تدلنا على وجوب اختراع أنشطة اقتصادية حقيقية ومناسبة وكافية للجميع ، فنوعية النشاط هي من سيعدّل الميزان ويجعلنا نتفاءل أو نتشاءم.